المفاوضات في إطار النزاعات المُسلحة غير الدولية

Abstract

تعدُّ المفاوضات من أبرز وأسرع وأقوى الوسائل القانونية والواقعية في إنهاء النزاعات المُسلحة غير الدولية، بل إن ضرورة الدفاع عن المصالح الدولية دفعت ببعض الدول الى الدخول مباشرةً أو عن طريق الوساطة بمفاوضات دولية في نزاعات مُسلحة غير دولية، ويأتي ذلك لأسباب متعددة منها المصالح القومية أو العِرقية أو الدينية أو حتى المصالح السياسية. وبغضّ النظر عن الأسباب فإن المفاوضات الدولية لم تعُد مقتصرةً على النزاعات الدولية، وإنما امتدت إلى النزاعات المُسلحة غير الدولية والتي تُثار أساساً بسبب اختلاف مصالح الدول والولاءات والتوجُّهات المختلفة داخل قِوى مُعيّنة في الدولة الواحدة، الأمر الذي ينتُج عنه جانبان: الأول: قانوني، ويتمثل بمدى مشروعية التفاوض الدولي بشأن نزاع مسلح ما, وعلاقة الأطراف المتفاوضة بالنزاع نفسه أو بأطرافه.والثاني: هو الأسباب والدوافع التي تؤدّي إلى الدخول في المفاوضات الدولية بشأن نزاع مسلح غير دولي. وإذا كان الأمر كذلك فإن الأمن الجماعي، والحفـاظ على السـلم والأمن الدوليين، يقتضي تفعيل دور المفاوضات الدولية بشأن النزاعات المختلفة، إلا أن الأمر يصطدم بعدة عقبات قانونية وسياسية كمبدأ سيادة الدولة، وطبيعة الالتزامات الدولية المُلقاة على عاتق الدول والمنظمات الدولية، فضلاً عن طبيعـة النزاع ومَداهُ والوصف القـــانوني لأطراف النزاع, وأخيراً الأساس القانوني المنشأ لشرعية التفاوض مع مجموعات مُسلحة