معارضة القرآن في المعيار الأسلوبي - ممّن ادّعى النبّوة أنموذجا-

Abstract

لقد تصّور المتهافتون على معارضةِ القرآن العظيم أنّهم وجدوا محطّاً لأسلات أقلامهم في مسجّعات قصار سُورهِ ظنّاً منهم أنّها النقطة الأضعف في النّظم القرآني ، فحتّى لو صحّ تصورهم هذا فإنّهم لم ولن ينجحوا بمشروعهم المثلي أو المشابه الذي تحدّاهم به القرآن ، فإن كانوا قد قصُر باعهم عن مناطق الرّكاكة بحسب تصوّرهم فهم بلا أدنى شكّ عن غيرها أعجز . فالسّجع في هذه السّور هو بمثابة كمائن نظامية صادّة عن مقاليد الإعجاز القرآني وذلك باقتناص ضعاف العقيدة والنفوس كالذين أسلموا زمن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ ارتدوا بعده زمن الخليفة أبي بكر - رضي الله عنه - الذي قاتلهم على الردة ؛ وهم أصحاب مسيلمة الكذّاب ممّن عارض القرآن وادعى النبّوة حتّى أنّ كثيراً من السجّاعين الذين لم يذهبوا إلى النّثر المبسوط ممّا كان على غير ماتصوروا وذهبت إليه أوهامهم أنّهم يستطيعون الإتيان بمثله عن طريق الدّجل والشّعوذة التي اعتادوها عليها في تكهينهم النّاس طوال حياتهم ، فقد كانت هذه المقاطع السجعيّة في قصار سور القرآن مثار اتّهام النّبي (ص) بالكاهن والشاعر والسّاحر أبان دعوته مع أنّها لم تنهج المنهج السّجعي النثري عند العرب .