گفتگو در غزليات انوری بررسی وتحليل

Abstract

يعد الحوار واحداً من الاساليب الفنية في الادب يعبّر فيها الشعراء عن مكنوناتهم لما يمتاز به هذا الاسلوب من صور وتعبيرات تعكس الجمال الفني في (( لغة الشعر )) ولما تعكسه أيضاً من عمق واصالة التجربة الفنية لدى الشعراء لذا آثرنا في هذه الدراسة الموسومة بـ(( الحوار في غزليات الانوري)) ان نبحث في اسلوب الحوار عند الشاعر الايراني (( اوحد الدين الانوري ، م. 583 هـ)) في جزء من ديوانه وهي (( الغزليات))، وتوفّر المبحث الاول على دراسة اشكال الحوار وهي:-الحوار الصريح أو الظاهر والذي يتم بصيغ معينة مثل: قال وقلت، سأل وأجبتُ....-الحوار المضمر الذي يكون إما جواباً عن سؤال افتراضي أو جواباً عن قولٍ أو فعلٍ معين.-ما كان يحمل في طياته الجواب.-ما كان غنياً عن الجواب اصلاً كونه حواراً مع الذات.اما المبحث الثاني فقد تناول الاطراف التي يتم بينها الحوار وهي أربعة اقسام:- الحوار مع الذات – الحوار مع اطراف وهمية- الحوار مع شخصيات حقيقية- والحوار مع اشياء أو موضوعات غير عاقلة كالليل والنسيم والاطلال والزمان والطير والحظ والفراق والعشق. وقد خلصت الدراسة الى نتائج من اهمها ان الحوار مع النفس والاخ والصاحب والطلل لا يخرج عن اطار الحوار الداخلي الذي يأتي من طرف واحد إذ يكون الصوت الداخلي للشاعر هو الصوت الوحيد في اجراء الحوار ومن خلاله تبرز الاحاسيس والافكار المختلفة، كما ان الشاعر شخّص كثيراً من المعاني الذهنية والاشياء الحسّية ((الجامدة أو المتحركة )) بما اضفاه عليها من صفات معنوية وانسانية لبيان حالة نفسية معينة، وقد غلب طابع الحزن على غزليات الشاعر بسبب بعد الحبيبة أو تمنّعها وبخلها في الوصال أو بسبب العاذلين مما جعله يحمل في قلبه الهموم والآلام، كما أن غزلياته عاطفية اعتمدت الكمال والجمال العَيْني لا الماورائي ( العرفاني)، وليس لغزلياته ايضاً جانب خاص أو شخصي أو فردي، ويشعر القاريء أنه يشارك – الى حد كبير – الشاعر في غزلياته.