صور من افتراءات المستشرقين حول الرسول محمد ()

Abstract

الإسلام من الناحية التاريخية يُعد انعكاساً وإنجازاً لنبوة توالت على مدى القرون تمتد في الماضي من خلال إبراهيم وموسى عيسى "عليهم السلام" قال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة: آية 285) لكن هذه النظرة لم تلق القبول أو التعاطف بل لقيت المواقف السلبية من لدن معظم المستشرقين الذين تناولوا الإسلام ونبيه  تهويلا وتمسكاً( ). وبما أن الاستشراق حركة تقوم على دراسات في معظمها أكاديمية لحضارات الشرق، وآدابه ولغاته وتاريخه وعلومه واتجاهاته النفسية وأحواله الاجتماعية ولاسيما حضارة الإسلام ، وأحوال الأمة الإسلامية في مختلف العصور. فقد حظيت كتاباتهم بالاستجابة والقبول وسعة الانتشار( ). وكان للتعصب والحقد الأثر الواضح في نتاجات معظم المستشرقين عبر التاريخ الطويل لهذه الحركة ، ذلك لأن الاستشراق كمنهج وكمحاولة فكرية لفهم الإسلام، عقيدة وحضارة وتراثاً، كان واقعه الرئيس والأساس (العمل من أجل إنكار المقومات الثقافية والروحية في ماضي هذه الأمة والتنديد والاستخفاف بها)( ). ويرجع سبب هذا المنهج إلى ما ورثه الأوربيون من معلومات قليلة متحيزة عن البيزنطيين يمكن تحديدها بالآتي: (محمد رجل مسيحي الأصل، تزوج أيما ثرية ، وكان مصاباً بالصرع وتحدد هدفه بسحق المسيحية عن طريق حرية جنسية واسعة)( ). وفي ضوء هذه المعلومات المضللة بنى الغربيون في القرن الثاني عشر صرحاً ضخماً من الحكايات الخيالية عن شخصية الرسول(). فقد اعتاد المؤلفون اللاتين أن يطرحوا على أنفسهم أسئلة عن محمد الإنسان، وعن أسباب انتشار دعوته، ثم يجيبون عنها بأنه كان ساحراً استطاع بسحره وسعة حيلته أن يقضي على الكنيسة في أفريقيا والشرق، وأن يثبت دينه ويُغري بحرية جنسية أتاحها لمعتنقي دينه( ).