اللحوم المستوردة في ميزان الضوابط الشرعية

Abstract

وتنبع أهمية الأطعمة في حياة الإنسان، مثل اللحوم بأنواعها والحبوب والبقول والخضار والفواكه على مختلف أشكالها، من احتوائها على العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الطاقة، وللقيام بعمليات البناء والنمو والتكاثر وصيانة الأنسجة التالفة. ونظراً لعدم قدرة جسم الإنسان على تصنيع هذه العناصر الغذائية، أو عدم قدرته على تصنيعها بكميات كافية، كان لزاما على الإنسان الحصول على هذه العناصر من خلال الغذاء. والذي يهمنا من أنواع الغذاء في بحثنا هذا هو اللحوم المستوردة من بلاد غير إسلامية؛ وهي من القضايا المهمة التي انتشرت في بلاد المسلمين، فقد أصبح المسلمون اليوم، يستوردون من بلاد غير إسلامية كميات كبيرة من هذه اللحوم- معلبة كانت أو غير معلبة- الذي يتوقف حِلُّها على توفر الصفة المشروعة في ذبحها، في الحيوانات البرية مأكولة اللحم عند المسلمين؛ كلحوم الأبقار والأغنام والدجاج، وقد وقع المسلمون- لاسيما المحتاطون لدينهم- في تردد وحيرة من أمر هذه اللحوم، هل توافرت فيها شروط التذكية الشرعية وضوابطها، أم لا؟!ومن حقهم أن يقعوا في هذه الحيرة وهذا التردد في قضية كهذه لاشك أن لها أهميتها في حياة المسلمين، لكونها تتعلق بطعام الإنسان المسلم، لذا فقد كثر انتشارها في المدن والقرى وعمت بها البلوى، فلا يكاد يخلو منها بيت من بيوت المسلمين، ولهذا نجد أن الإسلام قد اهتم بهذه القضية اهتماماً كبيراً، فوضع حدوداً للأطعمة وضبطها بضوابط، فبين ما يحل منها وما يحرَم، بل وحذر المسلمين من تناول هذه المحرمات، لما لها من آثار سيئة ومخاطر بالغة على صحة الإنسان وسلامته.