رؤية في المنهج التحويلي

Abstract

المقدمةالحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعدُ أسهمت اللسانيات الحديثة إسهاماً فاعلاً في دراسة اللغات الإنسانية، وما كان لها أنْ تقومَ بهذا لو لم تتخذ من العلم وشروط البحث فيه منهجاً لها، فقد وقفتْ في مرحلة أولى من البحث على الظاهرة اللغويّة، ثمّ ذهبتْ في مرحلة ثانية منه إلى وصف هذه الظاهرة، وانتقلت من الوصف في مرحلة ثالثة منه إلى طرح الفرضيات بغيةَ تفسير الظاهرة وتحليلها، وانتهت أخيراً إلى اقتراح النظريات وامتحان تماسكها الداخليّ. (1) ولم تكن تلك الإسهامات في دراسة اللغة بسبب المنهج الذي اتبعته فحسب، وإنّما كانت، أيضاً، بسبب المنظور الذي سجّلت فيه تطوّرها الخاصّ سواء أ كان مستوى المفهوم في دراسة اللغة، أم على مستوى التصوّر في نشوء علم جديد للدرس اللغويّ، فقد أخذت اللسانيات تتعامل مع الظاهرة اللغويّة لا بوصفها ظاهرة في التأريخ، ثبتتها النصوصُ القديمة: صيغة، وتركيباً، ودلالة، ووقفت شاهدة عليها، ولكن بوصفها آنيةً تشدّ التأريخ إليها وتتجاوزه في الزمان والمكان إلى خارج النصوص(2).