الاحتمال الدلالي والنحـوي في تركيب (إِنْ لم يفعـل)

Abstract

تحفل اللغة العربية بكثير من الظواهر التي تكشف عن أنها لغة بيان وإفصاح عما يجول في خواطر الناطقين بها، وأنّها منحتهم بما تمتلكه من مساحات واسعة من الألفاظ والمعاني القدرة على تطويعها بما يفي بمرادهم والتعبير عن أغراضهم، بالألفاظ المفردة مرة، وبالتراكيب مرة أخرى، ولعل أبرز ما ينبئ عن ذلك تصرف المتكلم بمفرداتها، بمجاورة بعضها بعضا؛ الأمر الذي يضفي على الكلام صفة التعبير عما يتفق والمقام، وفي الوقت نفسه المحافظة على صفات المفردات المتجاورة، ومن ذلك على سبيل التمثيل مجاورة همزة الاستفهام أدوات النفي، نحو قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾[سورة الانشراح/ 1]، فمجاورة الهمزة حرف النفي (لم) لم يفقدها دلالتها على الاستفهام، وكذلك لم يفقد دلالة (لم) على النفي، بل منح تجاورهما الكلام معنى لا يكون لولا هذا التجاور، وهو معنى التقرير.