عجائبية الرؤيا عند يوسف ( ع )

Abstract

1_ العجائبي يندرج الأدب العجائبي في موضوعه الواسع (بعلم قوانين انتاج الخطابات وتفسيرها وشروط انبثاق المعنى مهما تعددت تمظهراته وتغيرت )(1) . وقد وردت في المعاجم كلمة ( عجب ، واعجب ، والعجاب بالضم وهو"النظر الى شيء غير مالوف ، ولا معتاد ")(2) . على حين هو عند القزويني الحيرة التي تعرض للانسان لقصوره عن كيفية تاثيره فيه (3) . وهكذا هو عند الجرجاني (4) . فهو اذن مفهوم متصل بمفاهيم أخرى في العلوم الاجتماعية والانسانية وله مسارات متعددة اذ يستقطب كل مايثير الدهشة والحيرة(5) . ونحن نلحظ أن العجائبي عرف مفهوما في الثقافة العربية القديمة . في حين عُرِفت الفنطازيا ، او الفنطاسيا مصطلحا يدل على ادب الخوارق ، او الخيال ، او المنامات المنطوية على العجيب استعمله ارسطو ، ومن ثم نقله الفلاسفة العرب الشراح للفكر الارسطي بماهية (الفنطاسيا )(6)، وما بعدها ــــ الكندي ، وابن سينا ، والفارابي، وابن رشد ـ ( ويستند الادب الفنطاستيكي / العجائبي الى تداخل الواقع والخيال)(7) ، وفي العصر الحديث ظهر شيوع الدراسات العجائبية بدأ التنظير لها تودوروف اذ يعد كتابه مدخل الى الادب العجائبي من افضل ماقدم في هذا المجال . وسبقه كُتَاب غربيون كثيرون منهم جدوران في كتابه (بنيات الخيال الانطروبولوجية ) ، وفروجي كايو في كتابه (في القلب العجائبي ) ، فضلا عن الشكلانيين الروس وعلى رأسهم فلاديمير بروب في دراسته للحكايات الروسية العجيبة ، وكلود ليفي شتراوس في ( بنية الشكل ) ، ولوف كرافت مؤسس الأدب العجائبي في الثقافة الانكلوسوكسونية(8) . ومن ثم تلته مؤلفات أخرى لم تخرج عن عجائبية الرواية حتى بعد انتقالها الى الثقافة العربية(9). فضلا عن بحوث صغيرة تضمنها البحث في مراجعه وكلها لاتخرج عن الادب الروائي* . في حين لاتخرج من فن العجائبي كل الابداعات اللسانية وغير اللسانية سواءأ اكانت سمعية ام بصرية ام لونية ام غير ذلك ــــ وسنوضحه في هذا البحث ان شاء الله . (هكذا نجد أنفسنا مأخوذين الى القلب العجائبي . ففي عالم هو بالفعل عالمنا ذلك الذي نعرفه بلا شياطين ) ولا ((سلفات )) ولا ( هامات ) تمتص الدماء . يقع حدث لايمكن أن يفسر بقوانين هذا العالم المألوف نفسه وعلى من يدرك الحدث ان يختار أحد الحلين الممكنين : أما ان الامر يتعلق بخداع اعداس ناتج عن الخيال فتبقى قوانين العالم على حالها ، واما ان الحدث وقع حقا فهو جزء مدمج في الواقع غير ان هذا الواقع محكوم بقوانين مجهولة من طرفنا )(10) . ويمكن القول ان ( العجائبي زمن التردد أو الريب وحالما يختار المرء هذا الجواب او ذاك فانه يغادر العجائبي)(11) فهو الاحساس بوقوع حدث غير طبيعي او خرق لقوانين الطبيعة(12) . اذاً فالعجائبي يتحدد بحسب المتلقى ، وكذلك ( ان مفهوم العجائبي يتحدد اذن بالنسبة الى مفهومي الواقعي والمتخيل: وهذان الاخيران يستحقان اكثر من مجرد اشارة ...)(13).