صورة المرأة في المؤلفات العراقية إلى نهاية القرن الخامس الهجري

Abstract

لا شك في أن دراسة واقع المرأة الحضاري وآثاره في المجتمع أصبحت حاجة مُلحِة في وقت اشتدت فيه التحديات التي تواجه وجودها بوصفها كائنا حيا حي يوصف بأنه نصف المجتمع له حقوق وعليه واجبات ، كما للرجل وقد تناول الكثير من الباحثين القدماء والمُحدَثين هذا الآثر في كُتُبهِم ، اذ افرد بعضهم كتبا مستقلة للحديث عن النساء عموما ، الحُرة منهن والجارية وصفاتهُنَّ ـ المحمودة او المذمومة فيهُنَّ ـ أو في اللواتي أخذنَّ العلم حتى بلغنَّ مراحل متقدمة فيه ويظهر ذلك من خلال الألقاب العلمية التي حصلنَّ عليها مثل الحافظة والمسندة ، وأصبحت مرويات بعضهن مِثالا في صدق الرواية والأمانة وفي تفسيرها ونقلها وكان للعراقيين ـ اعني بهم ممن سَـكنَ العراق أصلا أو من اتخذه موطنا له ـ مؤلفات كثيرة وهي مختلفة في مواضيعها تُظهر التفاصيل الدقيقة التي لم تفتهم فرصة تدوينها في مؤلفاتهم ، وفي الواقع إن الكثير من أهل العلم كتبوا عن المرأة اعني الفقهاء والمؤرخين واللغويين والأدباء والأطباء ، وهم قدموا لنا المرأة من جهة العلم الذي حملوه اعني الفقيه قدمها من خلال عرض الأحكام الشرعية التي تحكم تصرفاتها وتعاملها مع الآخرين والمؤرخ قدم لنا أخبارا عن نساء عالمات مثقفات كُنَّ القدوة في المجتمع وأُخريات حاكمات وكذلك بالنسبة للأدباء والأطباء . وفي بحثنا هذا سوف نتجاوز عن ما كتبه الفقهاء على اعتبار إن اغلب ما كتبوه هو أحكام فقهية عامة موجهة إلى كل النساء في مختلف العصور وكذلك عن تلك الأبيات الشعرية التي كتبها بعض الشعراء ضمن دواوينهم في حُّبِ جارية أو قينة وسنركز على المؤلفات العراقية التي استقلت في عناوينها او محتوى مبحث من مباحثها عن المرأة تحديدا مع الأخذ بنظر الاعتبار إن كتب التراجم والطبقات قد ذكرت فصولا مستقلة عن النساء كما للرجال سنعتمدها ضمن المؤلفات التي كُتبتْ عن المرأة في المدة موضوع البحث يحاول البحث الإجابة عن عدة أسئلة يأتي في مقدمتها متى بدأ تأليف الكتب عن النساء ؟ وما هي أسباب اندفاع بعض الكُّتاب في الكتابة عن النسـاء وإنكفاء بعضهم ؟وهل كانوا بالمستوى الذي يمكن الوثوق فيه برواياتهم ؟ وأي المدن العراقية عُرفتْ بكثرة كتاباتها عن النساء ؟ وماذا تضمنتْ كتاباتهم ، اعني هل كانت تُرددْ الكلام