التداخل بين دلالات الاستفهام في سورة الأنعام

Abstract

تنمازاللغة العربيّة بأساليب عدة، ولكل أسلـوب منـها طـريقته ودلالته الخاصة به، كأسلوب الشرط، وأسلوب التعــجب، وأسلوب المدح والذم، وغيرها من الأساليب. وأسلوب الاستفهام من الأساليـب المـهمة في اللغـة العربيّة، لأنّه أسلوب يُطلب به العلم بشيءٍ مجهول، ولذلك كان الاستفهام سبّاقاً فعلياً يقتضي طلب الفعل ويطلبه (1)، قال ابن يعيش: ( اعلم أنَّ الاستفهام يقتضي الفعل ويطلبه، وذلك من قبل أن الاستفهام عمله في الحقيقة، إنما هو عن الفعل، لأنك إنما تستفهم عمَّا تشك فيه وتجهل عمله ... )(2). ويعدُّ أسلوب الاستفهام من الإنشاء الطلبي، الذي فطن له أوائل النحاة والبلاغيين، من أمثال سيبويه والمـبرد وغـيرهم(3). والدّارس لأساليب الطلب في اللغة العربية والقران الكريم يتّبين له أنَّ أسلوب الاستفهام ينقسم على قسمين: استفهام حقـيقي، واستفـهام مجازي. والاستفهام الحقيقي قليل في القران الكريم (4)، يقــول السيوطي: ( وما جاء في القران على لفظ الاستفهام، فإنما يقع في خطاب الله على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفي)(5). فالاستفهام لا يكون حقيقياً إلاّ إذا كان لفظه الظاهر موافقاً لمعناه الباطن عند السؤال عمَّا لا تعلمه. أما إذا كان المقصود به غير طلب الفهم الذي هو الاستفهام عن شيء لم يتقدم له به علم حتى