الحركة وأهميتها في دلالة البنية الصرفية دراسة على وفق الاستعمال اللغوي

Abstract

الملخص لايمكن أن نتجاهل جهود العلماء القدماء من العرب في محاولاتهم إثبات العلاقة بين أصوات الصيغة ومعناها ,بل أنّنا نقف مبهورين قبالة ما قدموه ولاسيما ما جاء عن ابن جني ,ثم محاولات الدارسين تعميق هذه الفكرة . ,ثم بدأت محاولات جادة لدراسة التغير الحاصل في الحركات وأثرها في المعنى ,ولاسيما في تعدد الروايات في البيت الواحد,أو في تعدد الأوجه الأعرابية وأثرها في المعنى في بحثنا السابق كلّ ذلك قد وُقِف عليه نحويا ,وللوقوف على أثر الحركة في دلالة البنية الصرفية نحاول في بحثنا هذا أن نسجلها ,ونصفها ,ونحلل بعضاً منها بعد أن لحظ الناظر في البنى الصرفية بعض ما يثير الدارس ولاسيما في التباين الدلالي في الصيغ المختلفة بحركة واحدة وفقاً لاستعمالاتها اللغوية. ويسعى البحث إلى بيان ذلك بعد أن حدد مفهوم الحركة, وأقسامها عند العلماء, ووظائفها في الكلام ابتداءً من عملية تسهيل النطق, وسرعة الانتقال من حرف إلى آخر,مرورا ًبمدلولاتها المختلفة تبعا لاختلاف اشتقاقها في حدود المادة الواحدة كـ(مُسْتخرَج,ومُسْتخرِج) إذ الكسر يدل على من قام بالفعل في حين الفتح يدل على من وقع عليه الفعل وهكذا في بقية المشتقات وصولا إلى اختلاف المعاني تبعاً لاختلاف الحركة في البنية الواحدة كـ(مثلث الفاء في كلمة_العتق)إذ الفتح بمعنى التقدم والحركة,وبالكسر العبودية وبالضم جمع العتيق وهو الخمر,ولم يقف الأمر على الحركات الأصول بل جاوزها إلى الحركات الفرعية في قولهم:(كِلْتُ طعامي)باخلاص الكسر إذا كنت الفاعل, و(كُلْت طعامي) بإشمام الكاف الضم إذا كنت المفعول,كما عُدت الحركات الأعرابية دلائل على المعاني,فالضم علامة الفاعلية,والفتح علامة المفعولية,والكسر علامة الإضافة,ولم نهمل في بيان ذلك جهود القدماء والمحدثين من العلماء. ثُمّ بين البحث أثر الحركة وتغيرها أحياناً في دلالة البناء الصرفي:حيث تناول الميزان الصرفي ودلالته بين الضمة والفتحة إذ جاء في صيغة:(فُعُوْل) من المصادر الخاصة بالفعل الثلاثي حيث تبدلت حركته من الضم إلى الفتح(فَعُوْل) فتبدلت تبعاً لذلك دلالته,إذ أُضيف إلى دلالة المصدرية الاسمية فأصبح البناء المُتحوَل يجمع بين الاسمية والمصدرية بعد أن كان يدل على المصدرية فقط,ثُمّ جاء الحديث عن الميزان الصرفي ودلالته بين الفتحة والكسرة والضمة ولاسيما في صيغة(اسم المكان والزمان): والتي تتحقق قياسياً في كلّ فعل ثلاثي مفتوح العين أو مضمومه في المضارع,وليس معتل الأول إذا كان الوزن على(مَفْعَل),ومن الثلاثي الصحيح الآخر مكسور العين في المضارع أو كان مثالاً صحيح الآخر إذا كان على وزن(مَفْعِل) ولم يتحقق القياس على جميع الأفعال الثلاثية فيها إذ سُمِعت في صيغة (مَفْعِل) في ألفاظ والقياس الفتح من ذلك(مَطْلِع) وغيرها , وهناك ألفاظ جاءت على(مَفْعُلة) والقياس الفتح نحو:(المَقْبُرة) ,ونلاحظ في كلها أنّ القياس الفتح,وأنّ هذه المجازفة في تغيير حركة بنية الكلمة من الفتح الذي هو القياس إلى الكسر أو الضم قد غير دلالتها إذ ثبت أنّ هذا التغيير لم يكن اعتباطاً,بل له أهمية كبيرة في تغير دلالته فالبناء بالفتح يعني(العموم) عموم المكان,وبالكسر:أصبحت لها خصوصية معينة إذ صارت تطلق على مكان معين وهي مقيدة بذلك,وبالضم إشارة إلى الأماكن والأوعية لحصول الفعل.ثم البناء الصرفي بين الكسرة والفتحة والضمة ولاسيما في اسم الألة: (مِفْعَال,مِفْعَل,مِفْعَلة) نحو:مِكْنَسَة إذ سُمع مُكْنَسَة فدل الضم على دلالة الاسمية إذ أصبحت اسم لوعاء الكحل وليست لما يكتحل به, وهكذا لبقية الألفاظ,ثم حاول البحث في ختام القول أن يسجل دلالة تماثل الحركات في البناء الواحد نحو(فَعْلَلة) فيما كان على(فَعْلَل) مكرراً إذ دلت على التكرار,وانّ معنى التكرار قد أتى هذه المصادر من خلال تكوينها من مقطعين,فالمقطع الأول يدل على صوت,ويتبعه آخر من المقطع الثاني,ثم البناء الصرفي بين الكسرة والفتحة ولاسيما بين صيغة(فَعَالة) و(فِعَالة) فقالوا (دَلالة ودِلالة) إذ أشار الفتح إلى دلالة الاختيار عند الأنسان في حين أشار الكسر إلى عدم الاختيار عنده,ثم ختم البحث بالتماثل في صيغة(فَعَلى) في المصادر للدلالة على السرعة وكذا في الصفات بدلالة واحدة نحو:البَشَكى والجَمزى,ثم ماحصل من تماثل في صيغة(فَعَلان) للدلالة على الاضطراب والتقلب ويخيل إلى أنّ هذه الدلالة اختصت بهذه الصيغة لتتابع ثلاث حركات في الصيغة وهي الفتحة(فَعَلان)؛لأنّ الاضطراب والتقلب يكون حركة تتبع حركة. هذه بعض النماذج والبحث مُكتنز بالكثير. وفي ختامه سجل البحث نتائج فضلا عما ورد في داخله,ومن أهمها أنّ التحول من حركة إلى أخرى في البناء نفسه هو مقصود في الكلام,إذ يصبح للبناء دلالة جديدة مهمة تختلف اختلافا كبيراً عن الدلالة الأولى تأخذ مجالها في الكلام بحسب الاستعمال العام لها.