أثر الدراسة الحديثية في المنهج النحوي عند سيبويه

Abstract

فشخصية الفرد تنمو وتتطور ، بوساطة ما تكتسب من علوم ، ولابد أن يكون ما يتعلمه الانسان مؤثراً في شخصيته ، وطبيعة تعامله ، وما يختط من منهج علمي . والذي يتتبع تاريخ علماء اللغة الأوائل يجد أنّ أغلبهم لم يقتصر على طلب علمٍ واحد ، بل كان يملك في جعبته أكثر من علم ، وهذا ما جعل آثار العلوم التي يأخذونها واضحة جلية على مناهجهم الفكرية . وفي هذا البحث ، وانطلاقاً من هذه الفكرة ، حاولنا أن نبرز الأثر الذي خلفه علم الحديث على شخصية سيبويه النحوي ، وكيف ارتسمت ملامح مناهج المحدثين وبدت آثارها في كتاب سيبويه الذي درس الحديث قبل أن يشرع بدراسة علوم اللغة . وانتظم هذا البحث في محورين جاء قبلهما توطئة أشارت إلى التداخل المعرفي بين علم النحو والعلوم الأخرى . فضلاً عن بداية دراسة سيبويه لعلم الحديث ، وسبب هَجره له ، وانتقاله إلى طلب علم النحو . بعد ذلك جاء المحور الأول : الذي تناول آداب المحدثين وكيف كانت حاضرة في شخصية سيبويه ، وظهرت في منهجه . أمّا المحور الثاني : فاختص بالحديث عن المصطلحات الحديثية التي برزت في كتاب سيبويه بكثرة ، في أكثر من موطن . وبعد الفراغ من الحديث في المحورين جاءت الخاتمة لتشير إلى ما توصل إليه البحث . ثم كتابة روافد البحث التي استُقيت منها أفكاره .