الاغتراب مصطلحاً ومفهوماً

Abstract

إن العمل ألإبداعي جزء من الثقافة ألإنسانية وقد أفلحت المشكلة ألاغترابية بأن تكون جزءا مميزا في العمل ألإبداعي ، فالدخول لعوالم مصطلح (ألاغتراب ) من أصعب المهام ، لما لهذا المصطلح من مراوغة اكتسبها من طبيعته الزئبقية التي تجددت وظهرت بطرائق مختلفة عبر العصور . ومصطلح ألاغتراب لا يزال يعاني من الغموض الذي تفرضه طبيعته ، وإن كان يعد لحد ألأن من أكثر المصطلحات تداولآ في جميع مجالات النشاط الثقافي ألأنساني. إذن ألأغتراب ظاهرة إنسانية يمكن أن نجدها بشكل أو بأخر في مختلف النظم وثقافات المجتمعات وحيثما يوجد أفراد يحسون بتفردهم وتميز شخصياتهم ، وبالعجز أيضآ عن التجاوب مع ألاوضاع العامة السائدة في المجتمع حيث توجد نزعة عامة في ألأوساط الفكرية العلمية تربطه دائمآ بالمعاني السلبية وتعده مظهرآ عالميآ يهدد النسيج ألأجتماعي وسقمآ يحتاج الى علاج ، لأنه يهدد الهوية والوجود وهؤلاء النخبة المتفردة يرفضون القيم العامة والشعبية التي تسود في هذه الثقافات التي تقبلها بقية أفراد المجتمع . (1) وكنضرة تاريخية لهذا المفهوم نجد أن العرب أشاروا اليه في معاجمهم وفهموه على أنه ارتحال عن الوطن ، والبعد والهجرة هو مفهوم اجتماعي بلا شك . ولهذا لا تكون مشكلة ألأغتراب غريبة علينا وغير مندسة الينا من ثقافة اخرى ، إذ ارتبط المفهوم باهم رواد الحركات الفكرية الذين انعكست افكارهم الثقافية والدينية على تفسير ألأغتراب فقد جاء (روسو ) في القرن الثامن عشر ليطلق لفظ ألأغتراب على ذلك الشيء الذي يتمثل في ضياع ألأنسان واغترابه عن المجتمع وانفصاله عن ذاته ، بينما عمّق (شيلر ) تفسير هذا اللفظ بدلالة سلبية تتمثل في انفصال ألأنسان عن ذاته ، والعالم يصبح معه غير قادر على ألأنسجام لا مع العالم ولا مع نفسه .