التقابل اللفظي في القرآن الكريم - دراسة دلالية-

Abstract

بعد هذه الجولة الممتعة مع دراسة نافعة والتعرف على علم يسير من علوم الكتاب العزيز التي لا يحصيها العد ولا يحيط بها الفهم، إذ وفقني الله تعالى أن أهتم بما جعله علماؤنا الأجلاء قديماً وحديثاً أسَّ تفكيرهم الحضاري المبني على قاعدة الفهم لكتاب الله تعالى فكان موضوع (التقابل اللفظي في القرآن الكريم- دراسة دلالية) بينت في المقدمة أن الطبيعة الحقيقية للغة لا تفهم إلا من خلال فهم المعنى، وكانت الدلالة ركيزة عمل أهل اللغة، وعقدوا لها أبواباً في كتبهم تناولت موضوعات مثل: دلالة اللفظ، ودلالة المنطوق، ودلالة المفهوم، كما قسموا اللفظ بحسب الظهور والخفاء، والعموم والخصوص، والتخصيص والتقييد، ودرسوا الترادف والاشتراك والتقابل وغير ذلك.وجاء التمهيد مدخلاً لفهم التقابل في النص القرآني يقع بين معانيه، كما يقع بين ألفاظه، وهو بين الألفاظ يزيدها لذة وإثارة، وبين المعاني يزيدها قوة ووضوحاً، كما يضفي عليها روعة وجمالاً. وجاء البحث في مبحث ومطلبين، ذكرت في المبحث بلاغة التقابل اللفظي وجماليته في القرآن الكريم من ذلك: بلاغة المقابلة اللفظية فقد نادى التقابل اللفظي في القرآن الكريم بالتوازن الذي يستقيم معه السلوك الإنساني، ودعا إلى طرح المعطيات الخلقية. وأن ذلك يمثل نقطة التحول من المشكلة إلى الحل.ويجد القارئ الكريم في المطلب الأول، التقابل اللفظي الحقيقي، كما جاء في المقابلة بين الحق والباطل وبين الفناء والبقاء، وبين الحلال والحرام، وبين الشتاء والصيف، وبين الهدى والضلال. وكان المطلب الثاني مبيناً للتقابل المجازي مثل التقابل بين اللفظي والمعنوي، وغير ذلك من صور هذا التقابل. وفي الختام أرجو الله تعالى أن أكون قد وفقت إلى نتائج نافعة منها:1- أن المشاهد المتقابلة في الصور القرآنية قد تختلف طولاً وقصراً، وقد تتساوى فيما بينها، فكانت هذه المقابلات تبين مثول الحسن إزاء القبيح أو القبيح إزاء الحسن مما يزيد غبطة بالواحد وتخلياً عن الآخر لتبين حال الضد بالمثول إزاء ضده؛ فلذلك كان موقع المعاني المتقابلات من النفس عجيباً.2- إن القيمة الفنية للمقابلة تكمن فيما يحدثه التضاد من أثر متميز في الدلالة في مجالات شتى في الترغيب والترهيب وغيرها، وهي كلها انعكاسات معان تتمحور في محوري القرآن الكريم الأساسيين: الإيمان والكفر.3- إن التقابل القرآني يفرز الدلالة الدينية في تغليبه فريق الإيمان ونصرته، والتحقير من شأن الكفار والتهوين من قدرهم، وهذه هي قضية العقيدة الإسلامية الكبرى.