الظروف الصدمية وعلاقتها بالثقة الاجتماعية لدى طلبة الجامعة

Abstract

قبل3000عام أطلق فيلسوف اليونان الشهير أرسطو طاليس عبارته المعروفة "امنحني الثقة أمنحك عالم"، وهو ما يدل على أهمية عامل الثقة في حياة المجتمعات، كما إن ضعف الثقة يتسبب بالعديد من المشكلات الاجتماعية منها الاعتلال الأسري المتعدد الأوجه، الخيانة الزوجية، فقدان النموذج، تعاطي المخدرات، ضعف التواصل الاجتماعي، غياب روح التسامح والآلفة، اعتلال العلاقات العاطفية، النفاق الاجتماعي، أسلوب التسلق والانتهازية، العنف الطائفي والقومي كما توصلت عدة دراسات أجريت حديثاً في المجال الاقتصادي العالمي، إلى إن من أبرز العوامل المؤثرة في حصول المشكلات والأزمات الاقتصادية هو عامل الثقة. وتشير المصادر السياسية إلى إن عامل الثقة أصبح من أبرز العوامل والتحديات التي تواجه المجتمعات، فضلاً عن إن الدراسات والبحوث تشير إلى توافر التبعات النفسية والاجتماعية والاقتصادية السابقة الذكر كما تؤكد الدراسات النفسية العالمية بأن للظروف الصدمية دور مهم في نشوء العديد من المشكلات النفسية وتشير الدراسات أيضا إلى إن الحروب والأزمات وحركة الانقلابات العسكرية والسياسية أحدثت تصدعاً في البناء القيمي العربي، وهو ما يقيم به سلوك الفرد العراقي في تعامله وعلاقاته وأداءه في ميادين الحياة المختلفة، إلا إن تلك السمات تعد ردود فعل حتمية لما عاشه أبناء هذا المجتمع في ظروف صدمية وويلات، لذا فإن البحث الحالي جاءَّ كمحاولة للتقرب من هذا السلوك في البيئة العراقية، وفيما إذا كان للظروف الصدمية علاقة بالثقة الاجتماعية، وما طبيعة تلك العلاقة إن وجدت؟. العينة: تألفت عينة البحث من (200) طالباً وطالبة، وقد اختيرت بالطريقة العشوائية الطبقية، إذّ تم اختيار أربعة أقسام من كلية الآداب- الجامعة العراقية، كما تم بناء أداتين للبحث تمثلت بمقياس الظروف الصدمية والثقة الاجتماعية، وأستخرج لها الصدق بنوعين الظاهري والتمييز، والثبات بنوعين إعادة الاختبار وألفا كرونباخ.النتائج: أظهرت نتائج التحليل لعينة التطبيق الرئيسة على مقياس الظروف الصدمية قيمة الوسط الحسابي التي بلغت(113,05)، وانحراف(20,15)، وقيمة تائية محسوبة بلغت (7,79) ، وهي ذات دلالة عند مستوى(05 , .)، مما يشير إلى أن الطلبة يشعرون بظروف صدمية. وفي قياس الثقة الاجتماعية لدى طلبة الجامعة، فقد أظهرت النتائج قيمة الوسط الحسابي(156,328)، وانحراف معياري(194,18)، وإن قيمة تاء المحسوبة بلغت (77,232)، وهي ذات دلالة إحصائية عند مستوى(05, .)، مما يشير إلى أن الطلبة لديهم ضعف ثقة بالمحيط نتيجة لمواقف الحياة المتعددة،كما دلت العلاقة الارتباطية بين الظروف الصدمية والثقة الاجتماعية إلى وجود علاقة ارتباطية قوية بين المتغيرين اذ بلغ معامل الارتباط (77,0). وقد اتفقت النتائج المتقدمة مع معظم الدراسات النفسية في هذا المجال ومنها دراسة (ماكللان وآخرون،1992)(Mcmillan&others,1992). ودراسة (ميتشل وايفرلي،1995) (Mitchall&Everly,1995). وقد اقترح الباحث في ضوء النتائج عدة مقترحات، كما أوصى الباحث بعدة توصيات.