الترادف في العربية

Abstract

أما بعد : فإن الله تعالى قد حبا العربية بأن أحكم نظمها ، ونوع فنون تعبيراتها يشهد لذلك كتابه المنزل الذي أحكمت آياته وتجلّت بلاغته ، وعجز عن مجاراته الإنس والجآنّ ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا . وكان لهذا التنوع في التعبير مندوحة للشاعر ، والناثر ، والمتكلم يستعمل الألفاظ المناسبة لقافيته ، أو سجعته ،أو يتجاوز لفظة إلى غيرها تؤدي معناها إذا كان سببٌ يدعو لذلك كأن يكون الخطيب ألثغ ، أو فيه عيب آخر من عيوب اللسان لايسعفه التحدث بهذه اللفظة فيعدل إلى سواها ؛ لذا وجد الشعراء والنثار وعلى مستوى التخاطب اليومي أيضًا ، وجدوا في ترادف الألفاظ مساحة تعبيرية واسعة تتيح لهم التحدث كيف شاءوا وبمَ شاءوا من المفردات التي تعبر عن أغراضهم دون وجود ضيق في التعبير أو حرج . وعلى هذا فالعربية من اللغات الثرة الألفاظ ، والكثيرة التراكيب مما وسّع على المتحدثين بها أن يصوغوا ما شاءوا من العبارات والتراكيب ، وتفننوا في أساليب التعبير عن ما يجول في خواطرهم . وقد رأيت من المفيد أن اسلط الضوء على ظاهرة شائعة في العربية وطريقة من طرائق التعبير فيها ، ألا وهي ظاهرة (الترادف) ، فكان هذا البحث مشتملاً على :1- تمهيد تحت عنوان : في الخصوص ، والعموم ، ودلالة الترادف .