التغريب في عروض عوني كرومي المسرحية

Abstract

المخرج المسرحي كان ولا يزال في سعي نحو تقديم ما هو جديد ، ولتحقيق ذلك فهو يبحث عما يغادر مألوفية المنجز المسرحي بغية إدهاش المتلقي وإيجاد طريقة مميزة للتعامل معه ، وتبلور ذلك في تأثير (التغريب ) لما يشكله من مساحة تحرك فكري وجمالي يثير المتلقي نحو رؤية جديدة للعرض المسرحي وما يقدم فيه . إن التغريب خاصية اقترنت مسرحيا بكل ما هو خارج المألوف ، لذا فأي محاولة للإتيان بما هو خارج المألوف يحقق جانبا من التغريب ويشمل ذلك حتى المحاولات التجريبية التي تهدف لإنشاء أسلوب مسرحي جديد يتخطى سابقاته ، ومن ذلك يتقارب التغريب مع روح التجريب والتجديد ضمن مسيرة المسرح التطورية والتي في كل مرحلة من مراحله يمكن لبعض جوانب العروض المسرحية إن تشتمل جانبا من التغريب يتمثل في استخدام مفردة مسرحية من عناصر العرض خارج سياقها المعروف للمتلقي أو عبر أداء الممثل . إلا أن تأثير التغريب لم يظهر جليا إلا في المسرح الملحمي كبؤرة تمركز لمرجعياته وتأثيراته بعده في المسرح العالمي .وشكل التغريب مصدرا لعدد من المخرجين المسرحيين من اجل إنشاء علاقة متميزة مع المتلقي ، ولإظهار عروضهم المسرحية بصور فنية تترك تأثيرها الفاعل في متلقيها لاسيما على صعيد التأثير الفكري بعد أن وجد المخرج الحديث ضرورة مخاطبة عقل المتلقي واستثارته للنظر إلى الواقع لا كمتلقي محايد بل كمتلقي فاعل مدعو لتغيير واقعه من خلال بث العرض الذي يدعوه لذلك عبر تغريب الحالة الواقعية للمساهمة في توضيحها بشكل مركز ، ومحاولة المخرج لتوظيف العنصر التغريبي يتخذ فهما ينزاح نحو مديات تجعل لكل مخرج أسلوبه الخاص في طبيعة التوظيف مع اعتبار البقاء ضمن الإطار العام لمفهوم التغريب والوسائل التي تحققه.ولان المخرج العراقي ليس بغريب عن مفهوم التغريب