ثنائية اللذة والألم في النص المسرحي العربي

Abstract

مما لا ريب فيه من حمل النص المسرحي ومنذ بواكيره الأولى، جملة من المفاهيم والأفكار والروئ، والتي تكون مسايرة لفكر الكاتب ومرجعياته الثقافية والفلسفية، والتي لا تنفلت بشكل من الأشكال من الأجواء المحيطة والمجتمع الذي يعيش في كنفه. وتمتد هذه المفاهيم لتتجاوز تلك الأفكار والمضامين لتشمل بنية الشخصية المسرحية على الأصعدة كافة، لا سيما الاجتماعي والنفسي. تعد الشخصية المسرحية احد الركائز الأساسية في بنية النص المسرحي، وهي وفق (أرسطو) تعد العنصر الثاني بعد الحبكة. لذا كان اهتمام كاتب النص بها اهتماماً مباشراً لكي يؤسس وينطلق لبناء النص المسرحي بشكل عام. فالشخصية المسرحية تحمل وجهين متداخلين هما الوجه الداخلي والوجه الخارجي، الذي يتأسس وفق ما يفرزه الوجه الأول من انفعالات و دوافع و بواعث ورغبات وميول وحاجات، هذا فضلا عن الجوانب الشعورية والوجدانية التي تحملها الشخصية وفق منظومتها الاجتماعية والنفسية والأخلاقية. وبذلك تعد الشخصية منظومة اجتماعية نفسية ذات بعد دينامي و صيروري، تبعا لطبيعة الظرف الذي تمر به في لحظة ما وفي موقف معين وحسب احتياجاتها وميولها.