ظاهرة التبادل في العربية قراءة لسانيّة في كتاب سيبويه

Abstract

لحظ سيبويه- في ضوء نظام العربية- مشابهة الكلام العربي بعضه بعضاً بإدراك تأتى لنا من عبارته"ومن كلامهم أنْ يشبهوا الشيء بالشيء وإنْ لم يكن مثله في جميع الاشياء". فقد ترددت هذه العبارة في أجزاء كتابه الأربعة مفسّراً بها الكلام في ضوء الواقع الاستعمالي ,عبر منهجية لمعالجة التقاطع الحاصل بين كلام العرب والمعايير النحوية, مما أفرز طرقاً مزدوجة لأنماط الكلام, وهي مرحلة عُليا في السلم اللغوي تفضي إلى خط مهم من خطوط نظرية الأصول اللغوية التي -كما يُعتقد- يقوم عليها التفكير اللغوي العربي.ومن فضول القول إنّ وضوح تلك الظاهرة يرجع إلى استقرار فهمها ونضجها عند واصفها, فجاء الكلام عن مواضعها دقيقاً ,فهناك قوانين نحوية ودلالية تعمل -عند مراعاتها- على توليد المكونات البديلة .ويحاول هذا البحث أنْ يقدّم صورة للفكر البنائي الدلالي الذي اتسم به تحليل سيبويه لكلام العرب في ظلّ هذه الظاهرة عن طريق النظر في علاقات الترابط بين المكونين المتبادلين باستخلاص معاييرمقبولة عقليّاً ,مضبوطةً استعمالاً.ولعلّ في حضور تلك المدارسة السيبويهية في الكتاب مايُنبىء عن سرّ من أسرارتميّز صاحبه في استيعابه أصول النحو العربي وفروعه,وهي فكرة نواة للتبادل جرى تقسيم البحث -عبرها - على ثلاثة مباحث يسبقها مهاد نبيّن فيه تصوّر سيبويه لهذه الظاهرة عن طريق نصوصه,وبيان أسس ذلك التصوّر. -أمّا المبحث الأول:فقد وسم بـ (التبادل من المصطلح إلى الظاهرة).فيه ما تفرضه المنهجية العلمية من تحديد للمصطلح بإمكانية تسمح بإعطاء وصف أكثر دقة في نظام لغوي واحد.-أمّا المبحث الثاني:فقد تناول المفاهيم المادية( المستوى المعجمي في إيثار التبادل)وهو مستوى يقوم على محورالاختيار.-امّا المبحث الثالث: فقد تناول المفاهيم العلائقية (المستوى النحوي) ويقوم هذا المستوى على محور التوزيع.وتكمن أهمية هذه الظاهرة في أنّها تعكس المنهج التفسيري السيبويهي الذي يعلّلها على وفق مقاصد كلام العرب بالكشف عن التحولات البنائية, والوظائف النحوية والمعاني المرادة من كلّ ذلك بما ينبيء عن حكمة العربية في صيرورة بدائل بعد أنْ لم تكن, ووفاقاً لذلك أرتأينا وجوب دراسةهذه الظاهرة في كتاب سيبويه.