المؤسسات الجامعة للسلطات " العراق انموذجاً" "دراسة مقارنة"

Abstract

اجمالا يمكن القول ان التحديات التي تواجهها بعض النظم السياسية الداخلية منها والخارجية ، دفع اغلب هذه النظم الى ايجاد ترتيبات مختلفة لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها ، ومنها مفهوم المؤسسات الجامعة للسلطات التي تعطي النظام السياسي اهم موارد استقراره متمثلة بالتعاون والمرونة والإجماع وسرعة الحسم في وضع وتنفذ وحماية المصالح العامة للدولة من قبل النخب المسؤولة عن صنع القرار السياسي في داخل النظام السياسي ، و يعبر جان جاك روسو عن ذلك بقوله بأنه " كلما ازدادت خطورة وأهمية المسائل محل النقاش كان من الواجب أن يقترب الرأي الذي يؤخذ به من الاجماع " ( )، الذي لا يتحقق إلا من خلال التعاون من قبل اصحاب القرار في ظل هذه المؤسسة وفي اطار المصلحة المشتركة للدولة والعراق من الدول التي اخذت بالمؤسسات الجامعة للسلطات بعد 2003 ، باعتبارها وسيلة من وسائل الشراكة في السلطة السياسية وبناء الدولة ، الا ان الصراع السياسي بين النخب الحاكمة اضعف هذه المؤسسات وجعل منها اما اشبه باللقاءات الدورية والشخصية خلال فترة حكومة الوحدة الوطنية او كونها لا تتعدى المشاريع والمسودات الغير مطبقة على ارض الواقع ، واقرب الى كونها ورقة ضغط منها الى مؤسسات للتعاون وبناء الدولة.التوصيات: ان المؤسسات الجامعة للسلطات هي احدى اهم المؤسسات التي تقيمها الانظمة السياسية من اجل معالجة الازمات وتوحيد السياسات الداخلية والخارجية ، وانطلاقاً من هذه الاهمية ، فانه يتوجب على النخب العراقية الحاكمة ان تفعل انشاء هكذا مؤسسات من اجل حسم الصراعات وبناء الدولة، وان تأخذ بنظر الاعتبار عند اقامة هكذا مؤسسات عدة امور وهي:1.ان يكون لهذه المؤسسات قوانين تنظم كيفية انشائها، ونظامها الداخلي، ومهامها وصلاحياتها، على ان لا تتقاطع مع الدستور او صلاحيات واختصاصات السلطات الثلاثة، وإنما تكون مكملة لها ، لاسيما وان رؤساء هذه السلطات الثلاثة هم اعضاء في هذه المؤسسات.2.ان وجود هذه المؤسسات كفيل بحل جميع العقد التي تعتري العملية السياسية وتضعف النظام السياسي ، لذلك يجب على النخب الحاكمة ان تتحمل مسؤولياتها امام اقامة هذه المؤسسات وبناء الدولة، او ان تحدد مواقفها ومشاريعها الظاهرة والمخفية والتي تتقاطع مع بناء الدولة الواحدة.3.ان وجود هكذا مؤسسات لا يحتاج الى ابنية ومخصصات تؤدي الى الترهل الحكومي؛ لان اعضائها هم اعضاء في السلطات الثلاثة، ووجودهم داخل هذه المؤسسات هو للتعاون والاتفاق على سياسات الدولة الداخلية والخارجية وحل الازمات، لذلك تكون الابنية التابعة للسلطات الثلاثة هو ميدان عملها واجتماعاتها.

Keywords

تحكم كل الانظمة السياسية في العالم من خلال التعاون بين السلطات الثلاثة التقليدية التي تتولى ادارة شؤون الدولة المختلفة من تشريع تنفيذ وقضاء، إلا ان التطور الحاصل في العالم في كافة المجالات المختلفة والتحديات والضغوط التي تواجهها اكثر النظم السياسية، دفعها الى ايجاد ترتيبات معينة تساعدها في مواجهة هذه التحديات وتحقيق المزيد من التعاون بين نخبها السياسية الحاكمة، وذلك من خلال ترتيبات عديدة منها اللجان المشتركة بين المؤسسات الثلاثة، او الاجتماعات على مستوى القمة بين القيادات المختلفة وغيرها من الترتيبات الاخرى، وصولا الى انشاء مؤسسات لها قوانينها والياتها في العمل على وضع سياسات موحدة، وتجاوز الخلافات التي قد تنشا بين هذه المؤسسات بعيدا عن التعاون المطلوب فيما بينها ومنها المؤسسات الجامعة للسلطات.