الانْتِمَاءُ في شِعْرِ سَمِيْح القَاسم دِيْوانُ عجائب قَانا الجَديدة نَمُوذَجَاً

Abstract

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:فحياتنا المعاصرة اليوم مشحونة بالعديد من الظواهر التي تنعكس انعكاسا مباشرا على الإبداع عموما، وعلى الإبداع الأدبي خصوصا، لأنه يسلط الضوء على كل ما يشغل الإنسان، ويسعى إلى التعبير عن جميع همومه وتطلعاته.ومن الظواهر التي لها حضور لافت في حياتنا المعاصرة ظاهرةُ الانتماء، فهي من الظواهر التي تَشْغَلُ تفكير الإنسان، وتستولي على العديد من نشاطاته، فظاهرة الانتماء تشتغل على العديد من المستويات أو النشاطات الإنسانية والتي منها: الدينيُّ والسياسيُّ والوطني والقومي والإنساني والأدبي. وإيمانا منا بأهمية وفاعلية هذه الظاهرة في مجالها الأدبي تناولنا بالدرس ظاهرة الانتماء عند واحد من أهم شعراء الوطن العربي المعاصرين، ألا وهو سميح القاسم.وهناك عدة مسوغات لدراسة الانتماء عند سميح القاسم تحديدا، من أهمها: ما ذكرناه من أهمية حضور الانتماء في حياتنا المعاصرة، وفاعليته على صعيد مستويات عدة، ومما يمنحنا شرعية تناول هذا الموضوع، واختيارنا لسميح القاسم بروز هذه الظاهرة في شعره عموما، وفي ديوانه:(عجائب قانا الجديدة)، خصوصا، فكان عنوان البحث:(الانتماء في شعر سميح القاسم، ديوان عجائب قانا الجديدة نموذجا).لقد مثل سميح القاسم صورة حية من صور النضال الفلسطيني، واختصر صفحات طويلة من تاريخ الجهاد ضد واحدة من أعتى آلات القتل والتشريد التي شهدتها الإنسانية، فمهما حاول المستعمر سلب الأرض، ازداد أهل الأرض تمسكا بها، ومهما حاول المغتصبون انتزاع الوطن تعلق المحبون لترابه به، ومهما سعى لمحو الهوية زاد انتماء أهل فلسطين لكل ما يمت إلى فلسطين بصلة، سواء أكان دينيا أم وطنيا أم قوميا، فالانتماء في شعر سميح القاسم يعد رد فعل حقيقي عن كل ما عاناه الشعب الفلسطيني الذي هو واحد منهم. أما (قانا) فهي تلك الأرض الفلسطينية التي على أرضها وقعت مجزرة وحشية تضاف إلى تاريخ إسرائيل الدموي، فما كان من الشاعر إلا أن فضح تلك الممارسات الدموية التي أدمنها الإسرائيليون، فهي عجائب فظيعة في موازين من يمتلك أدنى رصيد من الإنسانية، لكنها فعل عادي مألوف للقتلة الإسرائيليين.وقد أفادتنا العديد من المصادر في بحثنا هذا، كان في مقدمتها: الانتماء في الشعر الجاهلي، للدكتور فاروق أحمد اسليم، و: أزمة المواطنة في شعر الجواهري، لفرحان اليحيى.واشتمل البحث على مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث، تحدثنا في التمهيد عن مفهوم الانتماء، وقدمنا فيه سيرة موجزة عن سميح القاسم، أما المباحث، فكان المبحث الأول: الانتماء للوطن، والثاني: الانتماء للمكان، والثالث: الانتماء للماضي، ثم خاتمة بيَّنها فيها أهمَّ النتائج، وتلتها قائمةُ المصادر والمراجع.وهذا البحث في صورته الحالية، فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى، وما كان من خطأ فمني، والحمد لله أولا وآخرا.