التحديد المكاني للعلاقات الاقليمية بين مدينة النجف واقليمها

Abstract

المقدمة:-
ترتبط المدينة بالمناطق التي تحيط بها او ((اقاليمها)) بعلاقات اقتصادية وحضارية واجتماعية متنوعة، وتسبب هذه الارتباطات بقاء المدن وتطورها، فالاقليم مبرر وجود المدينة، اذ لايمكنها ان تقوم بذاتها، انما بسبب الامكانات المتوافرة في المنطقة المحيطة بها، سواء المماسة بها ام تلك البعيدة عنها نسبياً، وبالتالي يقوم كل منهما على خدمة بعضهما الاخر وليس على حسابه.
وعلى هذا الاساس حظيت اقاليم المدن باهتمام الجغرافيين والمخططين الحضريين، بدراسة طبيعة هذه العلاقات المتبادلة بين المراكز الحضرية واقاليمها على جميع المستويات، من اصغر المستقرات الى المدن الكبرى، وتشمل تلك الدراسة على تعيين حدود الاقاليم ومدى اتساعها وابعادها واكتشاف تراتبها الهرمي، فضلا عن باقي خصائصها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية.
تحتل مدينة(*) النجف مركزاً إقليميا مميزاً، لأنها تعد الأولى ضمن مجموعة المراكز المكونة للنظام الحضري في محافظتها، وعليه فهي تؤدي وظيفتها الإقليمية، ضمن إقليمها الذي يقوم فيه التفاعل على أساس العلاقات المتبادلة بينهما، التي تجعل كل منهما، أي (المدينة والإقليم) حقيقة مميزة، فالأصل في وظائف المدينة هو الجانب الإقليمي.
يهدف البحث، لتحديد اقاليم المدينة مكانياً، في محاولة لتحليلها وتشخيص قوة علائق الارتباط المتبادل، ومدى اتساعها النفوذ الوظيفي. لما لها من اهمية في الميادين العملية للتخطيط وللتطويرالحضري والاقليمي على حد سواء.
وبغية تحقيق الهدف المحدد، تم اعتماد منهج بصري (الدراسة الميدانية) بدرجة عالية جداً، وفر قاعدة عريضة من البيانات الرقمية، مكنت من استجلاء حقيقة العلاقات القائمة بين المدينة ومناطق نفوذها الوظيفي، باستعمال الطرائق الاستقرائية والاستنتاجية في هذا الصدد.

Keywords

geographic