آلية صنع السياسات العامة في أقليم كردستان

Abstract

شهد العراق تحولات جذرية بعد العام 2003 أبرزها كان تغير بنية النظام السياسي وأعتماد النموذج الفيدرالي الذي يعتمد على وجود نمطين من الحكومات (الحكومة الاتحادية، حكومات محلية)، وفي ظل هذه التغيرات تتمتع المحافظات الكردية بإقليم ضمن العراق الاتحادي مما أدى الى بروز حكومة اقليم كردستان باعتبارها حكومة محلية مسؤولة عن صنع وتنفيذ السياسات العامة في المحافظات الثلاث (اربيل، دهوك، السليمانية ) . والجدير بالذكر أن الحكومة الاتحادية منذ عام 2003 قد واجهت تحديات كبيرة كان ابرزها تراجع الخدمات وأنتشار الفساد الأداري وتردي الوضع الأمني وتراجع مؤشرات التنمية البشرية وأنتشار الفوضى وعدم الأستقرار، في الوقت نفسه شهد أقليم كردستان استقراراً امنياً واستطاعت حكومة الأقليم معالجة الكثير من المشاكل خاصة الأمنية والخدمية . فعلى الرغم من ان كلا الحكومتين ( الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم ) هي جزء من العراق الاتحادي الا أن حكومة الأقليم سجلت تقدماً ملحوظا في تقديم مستوى جيد من الأستقرار الأمني والخدمات وتحقيق أنجازات مهمة على صعيد صنع وتنفيذ السياسات العامة، وان الظروف التي يعيشها الاقليم بعد عام 2003 مقارنة مع بقية اجزاء الدولة الاتحادية تعتبر مستقرة نسبياً، على الاخص فيما يتعلق بالجانب السياسي والامني، وهذا الاستقرار النسبي قد منح حكومة الأقليم الفرصة السانحة لصنع سياسات عامة مختلفة، كانت لها نتائج وتغذية عكسية تختلف من سياسة الى اخرى ومن فترة الى اخرى .