نسخة عربيّة مبكرة لأسفار التوراة

Abstract

تمثّل هذه المساهمة البحثيّة استقصاءً جديدًا حول النسخ العربيّة لأسفار الشريعة الخمسة (Pentateuch). ولسنا نبالغ إن قلنا إنّ هذا الحقل المعرفيّ لا يزال اليوم شبه مجهول على أكثر من صعيد. وعلى مرّ عدّة قرون من الزمن، أعِدّت الترجمات العربيّة للتوراة العبريّة في سياقات مختلفة، وبناءً على نصوص أصليّة بلغاتٍ شتّى. واستخدِمت هذه الترجمات في الطقوس العباديّة، وجرى تدريسها ونسخها ونقلها على يد جماعات دينيّة مختلفة – كاليهود، والسامريّين، والمسيحيّين، على اختلاف مذاهبهم جميعًا. وبالإضافة إلى هذا، فقد أبدى عدد من الكتّاب المسلمين في القرون الوسطى اهتمامًا بالغًا بهذه النسخ، إذ يتردّد صدى القصص التوراتيّة – المقتبسة من تراث "أهل الكتاب" والتي ألبِست فيما بعد لباسًا عربيًّا – في القرآن والكتابات الإسلامية المبكرة، وإن كانت الإحالات النصيّة الصريحة إلى تلك القصص معدومةً. ومن جهة أخرى، فإنّ ظهور الترجمات العربيّة للكتب المقدّسة اليهوديّة والمسيحيّة قد يُنظر إليه، إلى حدٍّ ما، بوصفه طِباقا كتابيا لالقرآن‎. وكما هي الحال بالنسبة إلى النسخ الأخرى من التوراة العبريّة، فإنّه من غير الآمِن الحديث عن "النسخة العربيّة" (مع لام التعريف) للتوراة. فمن المرجّح أن تكون أيّ مخطوطة عربيّة لمجموعة من الأسفار التوراتيّة توليفةً من أصول عديدة لكلٍّ منها تاريخه النصّيّ الطويل والمستقلّ. وفي هذا الصدد يحسن أن نذكر تفصيلاً مجهولًا نسبيًّا عند كثيرين، وهو أنّ النسخ العربيّة للتوراة تفوق عددًا ما سواها من الترجمات التراثيّة المعروفة.