دور المدرسة في صناعة الهوية الوطنية العراقية .

Abstract

تعمل الدول التي تحرص على استمرار وحدتها الوطنية و قوتها على تقوية الهوية الوطنية لدى مواطنيها من خلال مؤسساتها الحكومية والغير حكومية ، وتعد المدرسة من أهم تلك المؤسسات وأكثرها تأثيرا و خطورة . والعراق بعد تلك الازمات الكثيرة التي عانى منها على مر عقدين من الزمن كان بحاجة ملحة لتقوية وحدته الوطنية وخلق شعور بالهوية الوطنية الجامعة بعد ان تعرضت هذه الهوية الى ضربات قاسية أدت الى تشتتها و تشضيها الى هويات طائفية و قومية بغيضة، جرأت الدول الاخرى على تقديم مشاريع خبيثة مستندة على تلك الهويات الثانوية لتبرير تقسم البلد ودفعه الى الاختفاء من الساحة الدولية ولهذا جاء البحث ليسلط الضوء في البداية وفي الفصل الثاني تحديدا ،على بعض المصطلحات التي تحتاج الى تعريف الهوية ،والهوية الوطنية ،والمواطنة ،ومفاهيم التربية والتعليم، ليكون القارئ على بينة بها قبل الشروع بالقراءة . ومن ثم جاء الفصل الثالث ليدخل في تفاصيل المدرسة و المواد الدراسية المؤثرة في خلق الهوية الوطنية في ضمير الطلبة بصورة مباشرة وغير مباشرة , وكيف تراجع أداء المدرسة في وظيفة صناعة الهوية الوطنية العراقية وأسباب ذلك التراجع ،مع عرض اوسع لاهمية المدرسة وعلاقتها بسياسة الدولة وما مر به البلد من أحداث . كذلك تفاصيل المواد الدراسية الاكثر تأثيرا في صناعة الهوية الوطنية في ضمير الطلبة ، فمادة التربية البدنية ((الرياضة) ومادة الفنية والرسم ومادة النشيد تعد من المحطات الراسخة في ضمير أي انسان ولاسيما في مراحل الابتدائية ، إذ تعمل تلك المواد على غرس الشعور بالانتماء للوطن وللمواطنين الاخرين و الشعور بجمال شواخص البلد و شواهده الاثرية والتراثية والطبيعية و من خلال اللحن تحبب تلك الكلمات التي ننشدها للوطن لترسخ بالضمير حبه و الولاء له ولمواطنية . وكل ذل يصوغ بهدوء و انتظام الهوية الوطنية مما يصعب في سنين العمر التالية ازالتها او العبث بها.مما يؤدي بالنتيجة الى صعوبة تقبل فكرة التقسيم البغيضة أو الشعور بالدونية أمام الهويات الفرعية الاخرى .