الحـَـبْـك في المقـامة البغداديّـة دراسة تطبيقية في ضوءاللسانيات النـّصـيـة

Abstract

المقدّمةالحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، أمَّا بعد:فقد وقف الدرس اللساني القديم عند حدود الجملة، فبيّن مكوناتها ومختلف القواعد التي تحكمها؛ وعلى ذلك قامت النظريات النحوية والاتجاهات اللسانية المختلفة، في حين أصبح التركيز على النص هو محور الاهتمام في بحث تحليل النص، وهذا التحليل يعد الجملة تمهيداً ضرورياً لأبحاث علم لغة النص (Text Linguistics)؛ لذلك فإنّ (النص) هو هدف البحث في هذا العلم الجديد. وقد قدم علماء النص تعريفات عدة لمفهوم النص، منها:أنّه حدث تواصلي يلزم لكونه نصاً أن تتوافر له سبعة معايير مجتمعة هي السبك، والحبك، والقصدية، والمقبولية، والإعلامية، والموقفية، والتناص.ويقوم هذا البحث على دراسة معيار الحبك تنظيراً وتطبيقاً، لذا جاء في مبحثين، تكفل الأول منهما بَعْرض مفهوم الحبك ووسائله، في حين نهض الآخر بتطبيق هذا المعيار في المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني (ت 398هـ)، بوصفها أنموذجاً من التراث اللغوي العربي صالحاً لإجراءات لسانيات النص.وهذه الدراسة لا تجد وصفاً يسوغ وجودها إلاّ وصفها بالمحاولة، ولاسيما إنها في ضوء هذا العلم الوافد، الذي ما زالت الجامعات العربية تتلمس جذوره المعرفية, هذا من جهة, ومن جهة أخرى تحاول تطبيقه في النصوص التراثية مستعينة بمرجعياتها الثقافية. وأخيراً آملُ الرشاد من ولي النعمة والعباد؛ إنه نعم المولى ونعم النصير.