The role of Imam al-Sadiq p leading role in the revival of Islamic thought

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى أهل بيته الطاهرين.
أما بعد:
حظي الإمام الصادق  بمكانة مرموقة من حيث علو النسب، ومعالي الأخلاق، وغزارة العلم، وشموخ الموقع الإجتماعي، وقد نشأ في بيت آل النبي , ومهبط الوحي, وفي ظروف حساسة، لكنّه سخّرها للمحافظة على الدين, ونشر المعارف الحقة، وفضح الأباطيل،وما دسّه الدخلاء، وعلى رغم ما تقرّد به اختلفت الأقوال فيه على رأيين:
الأول: رأي مدافع، يظهر على ألسن أولئك الذين يدّعون أنهم من أتباع الإمام ومواليه، وشيعته، وفحواها:
ان الإمام الصادق  توفّرت له ظروف لم تتوفّر لإمام من قبله ولا من بعده، استطاع ان يستغلها لنشر أصول الدين وأحكامه, وان يفتح أبواب مجلسه لطلاب العلم، وتصدى للتدريس, ونشر المعارف، وقد اشترك في مجلسه الآلاف, يتلقون عنه الفقه والحديث والتفسير و... وتصدى لمناقشة المنتمين للأفكار الدخيلة, والرد على الزنادقة والماديين والملحدين، وقارع أصحاب الملل والنحل بصورة مباشرة عن طريق طلابه, وقيل روى عنه أربعة آلاف راوٍ.
وقالوا انّه حرص على المشروع العلمي، واضطر على عدم التدخل في السياسة, فلم يتبنّى أي عمل سياسي، بل أكثر من ذلك انه سلك طريقاً يتماشى مع السلطة( ).
ويبدو أن هذا الرأي لم يكن صحيحا بتمامه, لأن الإمام لم يساير السلطة على حساب المسلمين, بل لم يسايرهم, وإذا حصل شيء من هذا القبيل فهو لمصلحتهم ولمصلحة الدين.
الثاني: هو الرأي الذي ذهب إليه من لا يعترف بامامته، وهي نظرة متحاملة على الإمام الصادق ، وتتهمه بعدم الاهتمام بأمور المسلمين وما أصابهم من ظلم، لأن المجتمع وقت ذاك كان يضج بالمظالم الطبقية والطغيان السياسي، والسيطرة المقيتة على أموال الناس، وأنفسهم واعراضهم بل على عقولهم وأفكارهم.
ويرون ان من واجب الإمام الصادق حينها هو مقارعة الظلم والطغيان ونصرة المظلوم.
يبدو ان هذا الرأي لا يخلو من مغالطة كبيرة، لأن الإمام الصادق  لم يرض بالظلم، ولكنه يعاني من قلة الناصر الصادق، فسلك الطريق الأكبر وهو مقارعة الظلم من أصله وهو الفكر الضال وتصحيح مسار الأمة بالوعي الصحيح. وهناك رأي ثالث ويبدو لي من خلال البحث:
هو ان الإمام الصادق  عارف بوظيفته وبأهل زمانه، وطموحاتهم في حب الدنيا والسلطان ، ويعلم ان الانحراف الفكري والابتعاد عن الإسلام كان هو الخطر الأكبر، وإذا تمّ تصحيح أفكار الناس وعقائدهم سوف يرتفع الظلم أو يكشف إلى الملأ على أقل تقدير، بالإضافة إلى قساوة الحكام على من خالفهم مباشرة, بل اجتثاثه واجهاض نهضته، فهو لم يسكت عن الظلم حفاظاً على حياته، بل لهدف آخر كما هو واضح, بل لم يسكت عن الظلم, وقارعه بطريقته الخاصة التي لايألفها إلا من عرفها وعرف أهدافها وآثارها الايجابية، وهذا يعني ان لكل إمام ظروفه الخاصة، وكل إمام يقوم بدوره وبحسب مقتضيات الزمان والمكان ظروفهما من حيث توجه السلطات، و وعي الناس ومصداقيتهم.
و بعد هذه المقدمة نقول: ان البحث يتضمن أربعة مطالب:
المطلب الأول: نبذة من حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق 
المطلب الثاني:الجهدالعلمي والفكرية عند الإمام الصادق.
المطلب الثالث: جهد الإمام الصادقفي تربية المتخصصين في سائر العلوم.
المطلب الرابع: مناظرات الإمام الصادق واحتجاجاته.