دور العلاج السلوكي- المعرفي في الأمراض النفسية الشائعة في بعض البلدان العربية

Abstract

تركز السيكولوجيا المعرفية على المعالجة الذهنية للمعلومات و تهتم بسيرورات معالجة المعلومات التي تتدخل بين المثير و الاستجابة ، و نظرا لأن هذه العمليات غير قابلة للملاحظة المباشرة بل يتم استنتاجها بشكل ملائم بالاعتماد على قياسات غير مباشرة . مما يؤكد على أن العلوم المعرفية تتفتح على العلوم العصبية و أن مفهوم المعرفة في حد ذاته يتعدد و يتسع ، لذلك نجد أن البعد المعرفي و السلوكي يوفر تطبيقات لمساعدة الأفراد على تجاوز المشاكل السيكولوجية فالعلاج المعرفي-السلوكي يعمل على تغيير المعتقدات اللاعقلانية ليستطيع الفرد تحقيق أكبر قسط من القبول الذاتي لأن ما يفكر فيه الناس و ما يقولونه حول أنفسهم و كذلك اتجاهاتهم و آرائهم إنما هي أمور هامة و ذات صلة وثيقة بسلوكهم الصحيح و المريض بالإضافة إلى اكتساب الناس مخزونا كبيرا من المعلومات و المفاهيم أثناء رحلة الحياة
و من خلال ارثهم الثقافي و التعليم و الخبرة للتعامل مع المشكلات النفسية التي تصادفهم في حياتهم
و من هنا العلاج المعرفي السلوكي يساعد المريض على استخدام طرق حل المشكلات ؛ إن وصفات العلاج يمكن أن توضع في صورة بسيطة فالمعالج يساعد المريض على التعرف على تفكيره الشخصي
و تعلم طرق أكثر واقعية لصياغة خبراته و بهذه الطريقة يستطيع المريض استخدام معرفته عن المفاهيم الخاطئة و التفسيرات الخاطئة في وقت مبكر .
إن ردود الفعل الانفعالية ليست استجابات مباشرة و لا تلقائية بالنسبة للمثير الخارجي و إنما يجري تحليل المثيرات و تفسيرها من خلال النظام المعرفي ( العقلي ) الداخلي و قد ينتج عن عدم الاتفاق بين النظام الداخلي و المثيرات الخارجية اضطرابات نفسية كما نجد أن هذه الخطوط الارشادية تشتمل على معايير يمكن من خلالها توجيه التصرفات و تقويم الشخصية و كذلك سلوك الآخرين ( ) .
و هذا يعني بأن المعنى الخاص لحادث ما هو الذي يحدد الاستجابة الانفعالية تجاهه أي أن طبيعة الاستجابة الانفعالية أو الاضطراب الانفعالي يتوقف على الشخص نفسه و على إدراكه للأحداث
و من جملة الأحداث التي يعطيها أهمية خاصة هي الذات أو مفهوم الذات .
فالفكرة التي تؤدي إلى الحزن أو السعادة أو القلق أو الغضب إذا اشتملت على تشويش الواقع فإنه ينتج عنه اكتئاب أو هوس أو استجابات قلق أو حالات ذهنية و هنا يأتي دور العلاج السلوكي-المعرفي في صورته الواسعة يزيل الألم النفسي عن طريق تصحيح المفاهيم و السلوكيات الخاطئة ليصبح التفكير منطقيا في حل المشكلات .
( ) محمد محروس الشناوي ، و نظريات الارشاد و العلاج النفسي ، السعودية دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع/1996 ص 147