المسؤولية المدنية الناجمة عن اضرار الأبراج الرئيسية والثانوية للهواتف النقالة

Abstract

نبدأ بحمد الله جلت قدرته وعظمته ، على سابغ نعمته وفيض إحسانه ، ونصلى ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، آما بعد :
فإننا نوضح مقدمة بحثنا هذا من خلال الفقرات الآتية :
أولآ: مدخل ممهد للتعريف بموضوع البحث
ادى ظهور أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية الى حدوث ثورة اتصالتية وتكنولوجية حلت العديد من مشكلات التواصل ما بين الناس ، فهي تجمع كل شيء في الزمان والمكان نفسيهما ...من ناحية أخرى أضحى الهاتف النقال من ضروريات الحياة اليومية التي لايستغنى عنها واصبح في متناول الجميع على اختلاف حالتهم المادية، فالاتصالات عن طريق الهاتف النقال لاتعرف الحدود، فضلاً عن أنه يقدم العديد من الخدمات الى جانب الخدمة الرئيسة والمتمثلة بـالإتصال الفوري .
ومن الحقائق التي لايمكن انكارها ان لكل تقنية ايجابياتها مثلما لاتخلو من اثار سلبية ومخلفات قد تكون مضرة بالصحة العامة والبيئة معاً، لذلك كثر الجدل في الاونة الاخيرة حول تأثير ابراج الهواتف النقالة على صحة وسلامة الانسان والبيئة على حد السواء وما قد تسببه هذه الابراج من اضرار.

ثانيآ : أهمية البحث
تكمن أهمية البحث ، والتي دفعت الباحث الى إختياره الى عدة أسباب فالقضية مدار البحث تتعلق بموضوع ذات طبيعة خاصة فهو يتعلق بصحة وسلامة الانسان والبيئة ، من ناحية أخرى أن المشرع لم يعالج بشكل دقيق المشكلات التي تظهر بسبب التوزيع العشوائي لأبراج الهواتف النقالة والتي تولد حقول كهرومغناطيسية وذبذبات ضارة بالجسم البشري إذا تجاوزت الحدود المسموح بها قانوناً ، لذا يتوجب تنظيم إقامة هذه المنشآت لإعتبارات جمالية وعمرانية وفنية وصحية .
ومما هو جدير بالذكر هنا إن أساس التدخل التشريعي يكمن بكون مشكلة الابراج الرئيسية والثانوية للهواتف النقالة تعد مشكلة قانونية ، وذلك لكونها تؤدي إلى إيذاء الإنسان وهو الذي يمثل غاية القانون ، لذا كان لابد من التدخل التشريعي لتوفير الحماية للمواطن والبيئة فهذه المسألة مهمة وجوهرية ، حتى أنها جعلت من الضرورة بمكان توسيع دائرة الواجبات والالتزامات المتعلقة بحماية هذا الهدف ولذلك فرضت هذه القضية على السلطات العامة خصوصاً ضرورة مراعاة السبل القانونية للوصول نحو غاية سامية تتمثل بحماية المواطن من تأثيرات الاشعة الكهرومغناطيسية غير المؤينة الصادرة عن هذه الابراج بحالة تجاوزها الحدود المسموح بها .
من ناحية أخرى تم نصب الأبراج الرئيسية والثانوية للهواتف النقالة في العراق بعد 9/ 4/ 2..3، في حين صدرت التعليمات الخاصة بالوقاية من الإشعاعات غير المؤينة الصادرة عن الابراج الرئيسة والثانوية للهواتف النقالة( )رقم (1) لسنة 2..7 والتي تنظم العمل في 26/ 12/ 2..7 ،وفي الواقع تعد هذه فترة زمنية ليست بالقصيرة !