سياسة الأحلاف عند العرب قبل الإسلامطبيعتها ، أنواعها ، آثارها

Abstract

الحلف هو المعاهدة على التعاضد والاتفاق والمساعدة على أن يكون الأمر واحدًا بالوفاء(1) ، والحِلف بالكسر هو العهد بين القوم وسمي العهد حِلفًا لأنهم يحلفون عند عقده(2) ، وليس هناك صيغة واحدة معينة للقسم الذي يحلفون به فمنهم من يحلف بالأصنام التي يعبدونها(3) ، ومنهم من يحلف بركن الكعبة مثلما أقسمت قريش والأحابيش عند الركن يوم تحالفوا (( بالله القاتل وحرمة البيت والمقام والركن والشهر الحرام ..... ))(4) ، ومنهم من اقسم بالآباء والأجداد لما لهم من مكانة سامية في نفوسهم(5) ، والحلف كذلك يعني الجار إذ إن المتحالفين يجير بعضهم بعضًا من الظلم أو أي نائبة تنزل بأحدهم فيمنع بعضهم بعضًا(6) .
يتم عقد الحلف بعد أن تتفق الأطراف جميعها على ما يتعاهدون عليه ومن بعدها إعلانه للملأ فيكون مفعوله سارياً منذ ذاك وكذلك هو الحال حين إلغائه يتم الإعلان عنه أيضًا(7) .
وفي حال إذا طالت تلك الأحلاف وتماسكت بين القبائل أحدثت اندماجًا بين القبائل المتحالفة وقد يتحول ذلك الاندماج إلى نسب إذ ينتمي الإفراد فيها إلى القبيلة القوية في ذلك التحالف(8) .
اعتمدت حياة العرب قبل الإسلام بصورة رئيسة على القوة الذاتية سواء كانت فردية أم جماعية لحماية النفس والعرض والمال فكان لابد،وتلك الحالة،من عقد التحالفات بين الإفراد والجماعات من اجل تعزيز القوة وتأمين الحماية (9) ، وكانت تلك الأحلاف تعقد وتزول لانعقاد مسبباتها وزوالها إذ إن المصالح كانت الإدام لعقد تلك الأحلاف أو فسخها(10) .
وكانت هناك أنواع مختلفة من تلك الأحلاف ما بين الفردية أو جماعية ، سياسية كانت أم اقتصادية ، ومثالاً على ذلك: