تحديات الفساد الإداري في العراق خلال التحول والاضطراب

Abstract

الفساد الإداري هو أحد أهم التحديات التي تواجهها الدول والشعوب والمنظمات الدولية و الإقليمية وذلك لسعة انتشاره ولتعدد الجهات المتورطة فيه إلأ أن الأمر الأهم هو تعذر منعه أو السيطرة عليه0 الناس مصابون بالشلل – كما أظهرت الاستطلاعات من حجم مشكلة الفساد.. إن القائمة قد تتضمن أعلى المستويات من رؤساء حكومات ودول ومنظمات ،الأمثلة على ذلك لا تنته. وربما ليس آخرها قرار مجلس الأمن المتعلق بالتحقيق في فضيحة الفساد والرشوة المتصلة ببرنامج النفط مقابل الغذاء التي كشفت عنها وثائق وزارة النفط العراقية. أصابع الاتهام تشير إلى تورط 230 شخصية سياسية دولية من بينهم رئيس البرنامج ومساعديه02
الفساد هو فعل يؤدى بنيةِ لجني بعضِ الفوائد بشكل متناقض مع الواجب الرسمي وحقوقِ الآخرين 0الفساد كمفهومُ يمكن أن يشتمل على كُلّ أنواع الانحرافات مِنْ دَفْع الرشاوى إلى الموظفين الحكوميين والسرقةِ البسيطةِ للخزانات العامةِ، إلى تشكيلة واسعة من الممارساتِ الاقتصادية والسياسيةِ المريبةِ التي يحصل فيها على الثراء بطريقة غير مشروعة رجال أعمال، وسياسيون وبيروقراطيون وغيرهم. وقد فرق الإسلام بشكل واضح بين الخاص والعام ونهى عن الرشوة وعن استغلال المركز الرسمي لجني منافع خاصة0 وبرغم ذلك تنتشر هذه الممارسات المنحرفة بشكل واسع في العالم الإسلامي والعربي0 وفي العراق بالذات فلماذا؟
إن موضوع الفساد هو مسالة قديمة، أعيد إدخالها إلى المجادلات الاقتصادية والسياسية الجارية وذلك من محور الاهتمام الجديد في دور الدولة في العالم النامي، ومن الفرضية : ( إن الدولة أداة لا يستغني عنها في التنمية الاقتصادية، وإعادة التوزيع والرفاهية)0وكذلك من محور المساعدات الأجنبية للدول الفقيرة. فاخذ يتزايد اهتمام المنظمات الدولية العائدة للأمم المتحدة والبنك الدولي والتنمية الأوربية وغيرها بمسألة التصدي للفساد بعد أن تأيد سوء استغلال وضياع تلك المساعدات0
ولذلك ينظر إلى الفساد بكونه عنصرا مثبطا لجهود الإصلاح الاقتصادية والسياسية المرغوبة ولمتطلبات الشفافية والمسؤولية والحكم الجيد. الأمر الذي دفع بالدول والمنظمات المختلفة إلى الانخراط في حملات وإجراءات متنوعة للحد من آثاره المدمرة0 وفي بلد كالعراق خاصة وهو مقبل على حملة كبرى لإعادة الأعمار تكتسب هكذا جهود لمكافحة الفساد في نظرنا أهمية وطنية لما ما تحمله وعود الأعمار في ثناياها من مغريات لا تصدق للدول ولمافيا الشركات العالمية وللعراقيين الفاسدين الساعين وراء الجاه والمال السريع الحرام 0