علاقات أسلوبية بين الألفاظ في آيات من التنزيل(دراسة في الإعجاز البلاغي)

Abstract

أيها القارئ الكريم، إذا رأيت أن الشوق يحدو بك إلى معرفة بعض أسرار بلاغة القرآن فاعلم أنك قادم إلى خير كثير. وسيظهر لك من تلك الأسرار ما لم يكن في الحسبان، فقد كنت أتساءل كثيراً وأنا أسمع نظم القرآن من أي موضع من سوره أو آياته فأقول: ما هذا الأسلوب العام الذي يجري فيه هذا الكلام الرباني؟ ولماذا نسمع كثيراً من ألفاظه على صوره كأننا نعرف معانيها فإذا خرجت هذه اللفظة أو تلك عن مكانها احتيج إلى تفسيرها وبيانها؟ وهل أن السامع لا يسأل عن ذلك لأن هذه الألفاظ تآلفت في سياقها فلم تعد تستوقفه؟ وهل أن أصوات الحروف: همسها وجهرها وترقيقها وتفخيمها وغير ذلك من الصفات سبب آخر لهذا الائتلاف؟ فضلاً عن المعاني الجليلة المقصودة في نظم القرآن. هذه الأسئلة وغيرها كانت تحتشد في نفسي، سألت الله أن يلهمني الرشد والسداد والتوكل عليه سبحانه، ولم يزل كثير مما سألت قائماً، ومنه الفتح والعون.ثم- ما أبرأ إليك- أيها القارئ الكريم- بعد من العثرة والزلة، وما أستغني منك- إن وقفت على شيء- عن التنبيه والدلالة، لأرجع إلى الصواب عن الغلط، فإن هذا الفن الذي أنا غامرت فيه، فن لطيف خفي، وابن آدم إلى العجز والضعف والعجلة... والله هو حسبي وهو يهدي إلى سواء السبيل.