ترجيحات ابن العربي المالكي الأصولية من خلال كتابه المحصول (القسم الأول)

Abstract

أن علم أصول الفقه من أهم العلوم الشرعية التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، ولقد عنى علماء الإسلام عناية كبيرة بهذا العلم الجليل وألفوا فيه المؤلفات الكثيرة بين مؤلف وشارح ومختصر، وتركوا لنا ثروة في علم أصول الفقه وفي غيره من علوم الشريعة الأخرى كالتفسير والفقه والحديث.ومن هؤلاء الأعلام البارزين الأمام القاضي أبو بكر بن العربي الذي انتهت إليه رئاسة المالكية في زمانه، وألف العديد من المؤلفات في العلوم الشرعية كالتفسير والعقائد والحديث والفقه والأصول حتى وصلت مصنفاته إلى مئة مصنف في مختلف علوم الشريعة، إلا أنه لم يصل إلينا ألا القليل من هذه المصنفات، والبقية ما زالت مفقودة حتى الآن.ومن هذه المصنفات (كتاب المحصول في أصول الفقه) الذي يعد من أهم مصادر الملكية في الأصول، فلديه آراء معتمدة في كتابه هذا، بالإضافة إلى بعض الآراء المبثوثة في كتب الأصول المعتمدة. وبما أن آراءه الأصولية موجودة في مؤلفه هذا فعمدت إلى اختيار ترجيحاته الأصولية من خلال كتابه المحصول، فقد كانت له ترجيحات رائعة بعد عرضه لأقوال العلماء ومناقشة أدلتهم ومن ثم ترجيح ما يراه راجحاً. وسبب اختياري لهذا الموضوع هو ما يأتي:أن هذا العالم الجليل لم يلحظ بدراسة متخصصة في مجال الأصول حسب علمي تسلط الضوء على جهوده في هذا العلم، على أنه كانت دراسة متخصصة عنه في مجال التفسير.المساهمة في إبراز أحد أعلام الأمة الذين خدموا الشريعة الإسلامية، من علماء القرن الرابع الهجري.لكتاب المحصول أهمية علمية كبيرة، فهو من الكتب المعتمدة في علم الأصول عند المالكية وأشاروا إليه في العديد من مؤلفاتهم، واستدلوا بأدلته في المسائل الخلافية.أما عن طريقة عملي في هذه الترجيحات، فإني أضع عنوان المسألة ثم أذكر بعدها ترجيح أبن العربي المالكي، ثم أحرر محل النزاع، وبعدها أذكر خلاف الأصوليين فيها مقتصراً على أهم المذاهب فيها، ثم أذكر أدلة كل فريق منها ومناقشتها، وبعدها أذكر الرأي الراجح في كل مسألة من المسائل. قمت بتخريج الأقوال والأحاديث والآثار داخل البحث وذكرت درجتها من حيث الصحة والضعف والبطلان.أما خطة البحث، فهي كما يأتي:المبحث الأول: سيرته الذاتية والعلمية.المبحث الثاني: هل المندوب مأمور به على سبيل الحقيقة أم المجاز؟ المبحث الثالث: هل للعموم صيغة تخصه؟المبحث الرابع: العموم إذا خصص هل يبقى مجازاً في الباقي؟المبحث الخامس: تخصيص العام الموجود في القران والسنة بخبر الآحاد.المبحث السادس: فعل النبي عليه الصلاة والسلام الذي لم تعرف صفته وظهر فيه قصد القربة.المبحث السابع: فعله عليه الصلاة والسلام بصفته آدمي.المبحث الثامن: هل يعمل بخبر الآحاد فيما تعم به البلوى؟المبحث التاسع: إذا جمع أهل عصر على قولين، فهل يجوز لمن بعدهم إحداث قول ثالث؟المبحث العاشر: إذا تعارض قوله وفعله عليه الصلاة والسلام أيهما يقدم؟المبحث الحادي عشر: نسخ السنة بالقران.المبحث الثاني عشر: هل كل مجتهد مصيب؟