مشكلة اقتسام مياه نهر الفرات دراسة في القانون الدولي

Abstract

من المسلم به إن الإنسان بحاجة إلى الماء العذب في كل مفصل من مفاصل حياته, ولا يمكن له الاستغناء عنه في وجوده وغذائه وزراعته وصناعته, والماء في الطبيعة موجود بأشكال مختلفة ومتعددة منها الأمطار والثلوج والمياه الجوفية ومياه البحيرات العذبة ومياه الأنهار فضلا عن مياه البحار حيث يغطي الماء ثلاثة أرباع الكرة الأرضية.. ولعل الأنهار كمصدر من مصادر المياه تعد أهم أشكال وجود الماء في الطبيعة وأكثرها فائدة للإنسان حيث أقام تجمعاته البشرية قربها مستغلا الماء لتوفير غذائه فكانت الأنهار رمزا للامان واستمرارا للحياة ،وقد أقيمت على ضفافها مدن وحضارات لا بل أضحى النهر مقدسا تقدم له القرابين والهبات باعتباره مصدر الخير والنماء, فضلا عما يشكله الماء من عنصر امن في إنتاج غذاء الإنسان, ولم يكن الأمن الغذائي والتحسب له من افرازات العصر الحديث بل يغور في وجوده إلى أعماق التاريخ وبدايات البشرية.‍( )ولا خلاف في إن موضوع المياه في العصر الحالي اخذ يحظى باهتمام الدول ويشكل محورا للصراع بينها, إذ تتجاذب علاقاتها وتتنافر تبعا لمد المياه وجزرها ،وقد غالى البعض حد القول إن هذا الخلاف قد يتفاقم ليصل حد استخدام القوة أو التهديد بها.( ) ويختلف النظر إلى الماء تبعا إلى فكر الناظر وفلسفته فالماء عند البعض مورد مشترك للبشرية وليس سلعة للبيع والمتاجرة والمزايدات كما يرى الآخرون, فضلا عما له من قدسية في ديانات وثقافات العالم كافة باعتباره أساس الحياة .ولا يمكن الإقرار بالرأي الذي يرى إن للماء ثمنا لأنه حاجه وليس حقا فالناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار.وقد نبه مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن إلى أهمية وخطورة الماء كعنصر استقرار أو اضطراب في القرن الحالي ، حيث ورد في إحدى دراساته ( يقف الشرق الأوسط على عتبة أزمة رئيسية أخرى ، وقبل بداية القرن الحادي والعشرين قد يدمر الصراع على الموارد المائية المحدودة, الروابط الهشة سلفا القائمة بين دول المنطقة ويؤدي إلى جيشان واضطراب عظيمين لم تشهد المنطقة لهما مثلا)