تحليل مضمون الخطاب الاتصالي سوسيولوجيا فهم الآخر

Abstract

حاولنا في هذا البحث الصغير الذي يمثل مقدمة أو مدخل لطريقة أو منهج تحليل المضمون، أن نزاوج بين الخبرات العلمية والتصورات النظرية، آملين أن يكون الكتاب مفيداً لطلبتنا في كلية الأعلام وفي أقسام الأجتماع وعلم النفس والخدمة الأجتماعية وغيرها، فضلاً عن العاملين في الصحافة خصوصاً وأنني من خلال أطلاعي على عدة أطاريح ودراسات لاحظت أن هناك بعض الخلل في فهم وتطبيق هذا المنهج مع أنه قد تطور كثيراً بعد توسع الباحثين في أستخدام الحواسيب. وبعد نجاحهم في أستخدام مناهج وأدوات متعددة مع ذلك المنهج.
أن تحليل المضمون ليس مجرد قراءة دقيقة للنص. ولا مجرد جداول أحصائية، بل هو أيضاً، إلى جانب الخبرات العلمية والنظرية، قدرة شخصية للباحث. قدرة على الأحاطة والربط بين المتغيرات وتفسيرها.
في البدء قد يكون من المفيد الاشارة الى ان تحليل المضمون يمكن ان يصبح ممارسة يومية يقوم بها محللون محترفون يتابعون مادة أعلامية صادرة عن اذاعة، او صحفية، او موقع على الانترنيت وغيرها. وهؤلاء -ايضا- ينطلقون من فكرة ان هناك (مشكلة). اما الباحث، او طالب الدكتوراه -مثلا- فهو يقوم بتحليل مادة يعتقد ان هناك نقصا في الادبيات المتاحة حولها. انه ينطلق ايضا من (مشكلة). ان فعل البحث يبدأ من نقطة الشعور بالمشكل. فالبحث هو القلق وهو التوتر او قل هو الاشكالية كما جرى التقليد العلمي على تسميتها.
ان تحديد المشكلة ضروري لان الباحث -المحلل- لايمتلك دائما كل الوقت، ولا تتاح له دائما كل الامكانات المادية والفنية والبشرية، فضلا عن ان المضمون الواسع، المتعدد الاوجه، يقتضي نوعاً من التجزئة أي ان نطرح اسئلة حول هذا الجانب منه، ونهمل اخرى، دون ان نهمل العلاقات الوظيفية بين كل الجوانب.


لاهداف العلمية: وتتلخص في رغبة الباحث بتطوير اساليب ومناهج جديدة في التحليل والبحث ان من الصعب على الباحث ان يضع خطا فاصلا بين المشكلات التي تعتبر من اختصاصات الحقل العلمي، او من اختصاص الحقل التطبيقي. غير ان على الباحث ان يحدد اهدافه بوضوح شديد. ففي سبيل المثال استهدفت دراسة راجية قنديل لصحيفة جروزاليم بوست(42) الاسرائيلية معرفة صورة اسرئيل كما عملت الصحيفة على رسم ملامحها وتقديمها للعالم وتفسير الصحيفة لاستخدام اسرائيل اسلوب او سياسة الردع وتفسير الصحيفة لاحداث معينه مثل اغراق المدمرة الاسرائيلية ايلات. ان صياغة الاهداف قد تاخذ صيغة هدف رئيسي او اكثر. مع اهداف فرعية تشتق منه.