المجتمع الخليجي وأشكاليات تأثير الصورة المتلفزة

Abstract

ينطلق البحث من معطيات قائمة حول آثار التلفزيون اجتماعيا ً،وبالذات الفضائيات، ،وتأثيراتها المحتملة في بناء شخصية الشباب المعرفية والانفعالية.والبدائل المتاحة لمواجهة مضامينها وتحصين الشباب منها من خلال بناء خطة اعلامية قادرة على التقليل من اثارها ،
منطلقين من نظرة تنبؤية بآثار الفضائيات المستقبلية.

والأخطر في عالم اليوم ،هو انتظار ما يفرزه القرن الحالي ، قرن نضوج العولمة ، من معطيات أكثر تطورا ً في الثقافة والمعلومة ، وما يمكن أن يسببه هذا الوضع العالمي للواقع العربي من أزمات جديدة ،وتحديات سياسية واجتماعية وإتصالية تشكل بأجمعها معطيات حياتية تنعكس على حركة المجتمع المادية والفكرية والخلقية والروحية والمثل والقيم والمعايير وأنماط الحياة وطرائق الحياة وأسلوب سلوكها .
وهناك احتلال مصدره خارجي يتمثل بالثقافة الجديدة عبر قنوات عديدة ومنها وسائل الإعلام ،وهي ثقافة تروج لقيم ومعايير اجتماعية وأنماط حياتية قد لا تتلاءم مع الواقع الاجتماعي ،ولها القدرة العالية على اختراق المنطقة وعقول الناس ومنهم الشباب . وهذه القدرة تتجسد في أكثر من ظاهرة : تطور تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وشيوع القنوات الفضائية العربية والأجنبية وانتشارها .
إن معطيات الثورة الإعلامية يمكن أن تسبب بتفاقم الأوضاع الاجتماعية والأزمات ، وتزيد من التأثيرات الاجتماعية والنفسية على الشباب نتيجة طوفان المعلومات وما تسببه في عصر (العولمة ) من احتكار وتسلط على العقل الإنساني .
فإذا كان التلفزيون في عصرنا ، برأي الكثير من الباحثين ، ليس هو الأداة السحرية القادرة على تشكيل وتغيير العقائد والآراء والاتجاهات والسلوك وانما هو أحد أدوات التشكيل والتغيير ، فإن ملامح الواقع تشير إلى تأثر الشباب الخليجي بمضامين الغزو الفضائي ، وبتأثير الفضائيات على أنماط حياتهم واتجاهاتهم ،وتأثرهم بالكثير من معطيات الثقافة الوافدة ونزعاتها الفلسفية والسياسية والاجتماعية، وهذا التأثرله مسبباته الموضوعية المرتبط بالواقع الاجتماعي السياسي وبمشكلة التخلف البنيوي للمجتمع الخليجي . وتدهور الثقافة الإعلامية العربية ونمطيتها وبعدها عن مشكلات الشباب .
والأخطر ،هو انتظار ما يفرزه القرن الحالي من معطيات أكثر تطورا ً في الثقافة والمعلومة ، وفي عصر نضج ظاهرة ( العولمة ) وإفرازاتها المتنوعة ، وما يمكن أن يسببه هذا الوضع العالمي للواقع الخليجي من أزمات جديدة ، وتعميق للتبعية .
وبدون يقظة الدول الخليجية ،واستيعابهم لمتطلبات ثورة الإعلام والمعلومات ، والمشاركة في صناعة المعلومة ، وتعميق الديمقراطية في الحياة ،وتطوير التعليم وتفعيله ، ومصارحة الذات ونقدها ، وتوعية الشباب وتبصيرهم بأهمية العلم ، يبقى الخطر قائما ً ، بانتظار ما تفعله الدول الخليجية لتنمية مجتمعاتهم وتطوير نظامهم السياسي وسياستهم الأجتماعية والتعليمية، لأنه هو الرهان الكبير لتحصين شبابهم في مواجهة تحديات الثورة المعلوماتيّة وإفرازاتها السياسية والاجتماعية والنفسية .