التداول السلمي للسلطة في نظام الحكم الاسلامي

Abstract

مستخلصأعطى الإسلام قدراً كبيراً ومساحة واسعة لتفاصيل وجزئيات حركة الإنسان في الحياة، وقد نظم هذه الحركة في كل أبعادها، ومنها الجانب السياسي، الذي خط الإسلام خطوط عريضة في القيم السياسية وهي محدودة لأن أمور سياسة الدنيا متروكة لعقل البشر ولكن بهدي خالق البشر من أجل تنظيم الحياة.مارس النبي صلى الله عليه وسلم السلطة في حياته، ونظم مجتمع المدينة بدستور، وكان دستوره صلى الله عليه وسلم أول دستور مكتوب في تاريخ البشرية، وكذلك كان الحال في زمن الراشدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم مارسوا السلطة واجتهدوا في مفاصلها.في زمن النشاط العقلي، واستحداث الأنظمة من أجل تنظيم السجال السياسي بين الأحزاب السياسية في مجتمع ديمقراطي، أو اسلامي ذات طابع شوري لابد من اقرار آلية لتداول السلطة التي هي رأس الهرم المجتمعي، وهذا النموذج يطبق الآن في الدول الغربية، ولكن نحن لانزال في بداية طريقنا لتجسيد هذا المفهوم في حركة المجتمع السياسي، وان لم نجد له تطبيقاً في التاريخ فهذا لا يعني رفضه أو عدم الأخذ به، بل إن الواقع يستوجب الأخذ بهذه الآلية من أجل الإصلاح والتصحيح في الحياة.يحاول الباحث في هذه الورقة من القاء الضوء على نظام الحكم وشكله، والمفضل منها لتطبيقه في الحياة والذي يوافق روح الإسلام وهديه، ثم دراسة مغزى ومدلول السلطة، ومعانيها المستخدمة للدلالة على هذا المعنى في القرآن، ثم موضوع التداول، وآليته في الواقع، مع الإستلهام من التاريخ من أجل اسقاط المفهوم عليه وتجسيده في الواقع.ويرى الباحث بأن دراسة مثل هذا الموضوع من الضرورة بمكان، لأنه تحدي حقيقي في موضوع الفكر السياسي الإسلامي، لذلك اختار هذا العنوان عله يقدم شيئاً جديداً في هذا المضمار.