الجيش وتطوره في العصر المملوكي خلال الفترة 648 ـ 923هـ/ 1250 ـ 1517مـ

Abstract

الملخصإن الممالـيك الـذين اصبحوا يشكلون قوام الجيش الأيوبي أثناء سلطنة الملك الصالح الصالح نجم الدين أيوب (637-647هـ/ 1240-1250 م) في مصرسكانوا قد اظهروا مهارتهم القتالية أثناء تعرض مصر لخطر الحملة الصليبية المعروفة بالسابعة بقيادة لويس التاسع سنة 647هـ/ 1250م. ثم جاء ثم جاء علانهم لقيام دولتهم في مصر سنة 647هـ/ 1250م على اثر تنكر تورانشاه ابن الصالح نجم الدين أيوب لجهود المماليك في صد خطر الفرنجة الصليبين عن مصر ليضع المماليك أمام مجموعة من الإجراءات كان عليهم القيام لضمان المحافظة على دولتهم منها ما يتعلق بضرورة قيامهم بترصين خططهم الحربية خاصة وانهم اصبحوا يشكلون قوة عسكرية وسياسية في منطقة المشرق الإسلامي، الأمر الذي أوجب عليهم ضرورة مواجهة الخطر المغولي على بلاد الشام والذي تمكن المماليك من احتواءه من خلال جهودهم العسكرية وسياستهم الحربية التي أدت ارتداد المغول الى ما وراء نهر الفرات والذي اصبح يشكل الحد الفاصل بين المغول المحتلين في العراق والمماليك الذين امتد نفوذهم ليشمل البلاد الشامية كلها من الفرات إلى حد مصر دخلت معها بلاد الشام ضمن خطط المماليك فيما يتعلق بإعداد وإخراج القوة العسكرية التي كان حجمها يختلف بأختلاف المعركة وطبيعة العدو الذي سيواجهونه ، فأحيانا كان الجيش المملوكي في مصر يخرج بكامله إلى جانب قوات أخرى مساندة كانت تخرج من الشام. وقد رافق خروج القوات المملوكية في العمليات العسكرية بعض الإجراءات، منها استعراض السلطان المملوكي لتلك القوات بنفسه وبمعاونة كبار أمراء المماليك. بعدما يتم دق الكوسات أشعارا لبدأ عملية سير الجيش المملوكي المتحشد تحت القلعة إيذانا بخروجه من مصر. وقد رافق عملية خروجهم تلك إجراءات توديع رسمي وشعبي بمصاحبة قراءة للقرأن الكريم بحضور العلماء والقضاة والفقهاء وتوزيع الأموال على الفقراء قبل الخروج للقتال. هذا وقد كانت القوات المملوكية تحرص أثناء سيرها أن تتمتع بالخفة والسرعة حتى لا يفقدوا تحركاتهم ذاك من عنصر المباغتة في الهجوم، إذ لم يكن المماليك يصطحبون أثناء سيرهم غير الضروريات من التجهيزات التي توفر الحماية لهم خاصة وأنه كانت هناك قوة أخرى كانت مهمتها حمل التجهيزات والمعدات الثقيلة لتعينهم في عمليات الهجوم ضمن ما كان يعرف بفرقة سلاح خاناه التي تنوعت أسلحتها من أسلحة خفيفة وأخرى ثقيلة تبعا لطبيعة المنطقة المقترحة التي كانتى تجري فيها المعركة، فأحيانا كانت تدور المعارك في الصحراء الامر الذي كان يوجب الإكثار من استقدام الأقواس وأحيانا أخرى كانت المعارك تدور حول تهديم الحصون واشعال الحرائق بواسطة المقذوفات من الحجارة أو كرات النار التي كانت ترمى لمسافات طويلة الامر الذي تطلب جلب المناجيق لإعانتهم في عملية حصار القلاع والحصون التي كان يعبر إليها المماليك أحيانا مستخدمين سلالم الحصار والابراج. ألا انه وفي كل الأحوال فأن الأسلحة الثقيلة لم تكن لتثبت جدرانها لو لا الاستخدام الأمثل لها من قبل المماليك الذين أثبتت أساليب قتالخم نجاعتها في الكثير من الاحيان ابتداء من انتصارهم على المغول في عين جالوت 658 هـ/ 1260م حتى سنة 922هـ/ 1516 م التي شهدت هزيمتهم أمام العثمانيين إذ ان طول الفترة الزمنية على استخدامهم لأساليب القتال تلك جعلها لا تجدي نفعا أمام استخدام العثمانيين للأسلحة النارية التي أثبت تفوقها مقارنة بما كان منها لدى المماليك الذين لم يحسنوا استخدامها بل ظلوا متمسكين بأساليب القتال البدائية حتى ذلك الوقت. إلى جانب ما عاناه المماليك من تشتت في قواتهم لتعدد ولاءات المماليك بين مؤيدين للسلطان قانصوه الغوري واخرين مؤيدين لامرائهم الذين كانوا متواطئين مع العثمانيين. الامر الذي كان له علاقة بجلب السلاطين المماليك في الدور الاخيرمن تاريخ الدولة المملوكية لبعض المماليك الاجلاب من كبار السن مما جعلهم لا يتشربون روح الولاء والنظام للسلطان المملوكي.