اعتراضات ابن هشام على العكبري في المغني

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينأما بعد:فربما لا أضيف جديداً إذا قلت إن ابن هشام هو أحد كبار علماء العربية بفضل ما خلفه لنا من آثارٍ علمية قيمة ولعل أبرزها كتابه الفذ مغني اللبيب الذي قدم خلاصة علمه وعصارة فكره تنظيراًَ وتطبيقاًَ؛ فكان موضع قبول وعناية لدى الدارسين والطالبين لهذا العلم، حتى لقيت آراؤه عامة استحساناً ورضا لطول ما تتابع عليها من زمن فوضع حوله الكثير من الحواشي والدراسات فأدى طول هذا الزمن إلى انصراف عامة الدارسين إلى الاستسلام والقبول بكل ما أورده ابن هشام في مؤلفه المخصوص، غير إن مقتضى البحث والتقصي فيما نقله ابن هشام (رحمه الله) أوصلنا إلى أن كثيراً من هذه الآراء المبثوثة في كتابه المغني قد تفارقها الدقة وصحة التفسير أو التثبت والتمحيص، الأمر الذي جعل ابن هشام يصف بعض من نقل عنهم بالوهم والخطأ وعدم الصواب والغلط، وبالرجوع إلى كتب هؤلاء العلماء يتبين لنا على وجه التحقيق أن كثيرا من هذه الآراء والنقول كانت على غير الصورة التي عرضها ابن هشام.والعكبري هو أحد هؤلاء العلماء الذين تعرض لهم ابن هشام في كتابه، فوهَّومه وضعَّفه وخطَّأه في بعض آرائه فاستدعى ذلك مني أن أراجع المسائل التي نقلها ابن هشام عنه، وكان له موقف مغاير لحقيقة ما أثبته العكبري في كتبه.وأشهر كتاب يمكن أن نتابع فيه هذه الاعتراضات التي أوردها ابن هشام هو كتابه التبيان في إعراب القرآن المشهور عند كثير من الدارسين بإملاء ما من به الرحمن، ولما كانت هذه الاعتراضات منصبة على نصوص قرآنية اقتضى ذلك منا أن نتابعها بحسب ورودها وتسلسلها في مواضعها من القرآن الكريم وفي كتاب التبيان؛ وذلك لأن المؤلف أو المفسر أو المعرب يذكر عادة آراءه واختياراته وترجيحاته تبعاً للتسلسل القرآني فيكتفي عادة بذكر رأيه المتعلق بالمسائل المتشابهة في أول موضع وردت فيه في الكتاب العزيز ويكتفي بذلك ثم يشير إلى ما كان قد تقدم بقوله: ( كما مر بنا) أو (وقد ورد ذكره) أو (كما سبق) إلى غير ذلك من الإحالات غير الدقيقة، وقد يترك الإشارة والتنبيه في كثير من الأحيان وتسهيلاً لمعرفة موضع كل مسألة أرى أن تكون مباحث ومطالب وجزئيات البحث مبنية على ترتيب المصحف الشريف. والله الموفق

Keywords

اعتراض، لغة