الفعل الماضي الواقع حالاً بين علماء العربية والاستعمال القرآني

Abstract

بسم الله وأفضل الصلاة وأزكى السلام على سيّد الأنام سيّدنا محمّد فخر العالمين ومصباح الظلام، وعلى آله الطاهرين الكرام، وصحبه الشرفاء الأعلام. وبعد: فقد دار الخلاف بين البصريين والكوفيين في كثير من مسائل العربية، اعتماداً على الأصول التي تمسك بها كل فريق ولم يحد عنها عند تقعيد اللغة.ومن المعروف عن البصريين الدقة في اختيار الشواهد التي قعّدوا اللغة على أساسها، فأخذوا بالغالب منها ووضعوا القاعدة على ضوئها،وما خالف القاعدة حملوه على السماع، ولا يقاس عليه، بخلاف الكوفيين الذين قعّدوها على ضوء الشاهد الواحد. ولكن البصريين كانوا يبالغون أحياناًفي التمسك بالقاعدة حتى ألجأهم ذلك إلى كثرة التأويل،ورَدِّ كثير من القراءات؛ لذلك نجد قراءات كثيرة لا تنطبق عليها قواعدهم. ومما بالغ فيه البصريون الفعل الماضي الواقع موقع الحال،إذ أوجبوا تقدير(قد)معه بحجة أنَّ الماضي وقع وانتهى فلا يصلح للحال.ثم ارتبكوا في تحديد معناها، فمنهم من جعلها لتقريب الماضي من الحال، ومنهم من جعلها للتوقع، ومنهم من جعل التوقع والتقريب متلازمين فيها،وتجاهلوا معناها الرئيس،وهو التحقيق،والذي حاول هذا البحث إثباتهمع الماضي الواقع موقع الحال استناداً على القرآن الكريم. وفي الوقت ذاته أجاز الكوفيون وقوع الماضي حالاً على الإطلاق.وقد حاول هذا البحث التوسط بين الفريقين،والاستناد على القرآن الكريم في تحديد مدى تطابقه مع قواعد الفريقين، معتمداً في ذلك على آراء النحاة أحياناً،وعلى ما يبدو لي من معنى الآية أحياناً أخرى. وقد توصلت إلى نتائج بيّنّتها في ختامه. وبعد فإنّي لا أروم بهذا البحث مجرد مخالفة علماء العربية، أو محاولة التقليل منهم، فإنَّي استعيذ بالله من ذلك، فلهم من الفضل ما لا نرقى إلى ذرّة منه، وما رمته هو محاولة الوصول إلى حقيقة معنى الفعل الماضي الواقع موقع الحال، وأنا لا أجزم بأنَّ ما وصلت إليه من نتائج هو الحق، وإنما هو ما بدا لي وارتأيته، فإن كانصواباً فمن عند الله وفضله، وإن كنت قد جانبت الصواب فزلّة نفسي. والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

Keywords

افعال، لغة