لغة الاعلام بين الفصحى والعامية

Abstract

الاعلام: ((تزويد الناس بالاخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع، او مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيرا موضوعيا عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم، وميولهم))( ). ويعرفه العالم الالماني (اوتوجروت) انه: ((التعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير وروحها وميولها ، واتجاهاتها في نفس الوقت)) ( ).اما (اللغة) فهي عند ارسطو: ((نظام لفظي محدد نشأ نتيجة اتفاق بين افراد المجموعة البشرية في مكان ما)) ( ). وهي رمز للفكر، وهي فرق بين الانسان والحيوان ، فالنطق الفكر عند ارسطو متلازمان والنطق خاصة الانسان، وبدون الكلمات لا يتيسر فكر ولا علم( ).وغاية (اللغة) عند ارسطو: تحقيق الصلات بين الانسان والانسان، او معرفة الانسان للاشياء، وقد تستخدم كذلك اداة للتربية والمتعة في ناحية خاصة من نواحي النشاط الانساني( ).اما نشأتها: ((فان اللغة تنشأ بالتدريج شيئا فشيئا، وانها لاتقع مرة واحدة. وان اللغة تنمو وتتسع بأتساع الحاجة والادراك، وان الالفاظ الاول التي نطق بها الانسان هي الالفاظ المعبرة عن الاشياء القريبة منه، والمحيطة به، والتي يدركها نظره)) ( ).وحدها عند علمائنا العرب، قال ابن جني:((اما حدها فانها اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم)) ( ).وقال ابن الحاجب: ((حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى)) ( ).وقد رأى معظم الباحثين التقليدين: ان اللغة وسيلة انسانية لتوصيل الافكار، والانفعالات، والرغبات، عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة ارادية. ورد بعض الباحثين: ان اللغة قد تستعمل لاخفاء الفكر، وصارت عبارة ((تاليران)): ((ان اللغة كائنة لتخفي افكار الانسان)) عبارة مشهورة في الدراسات اللغوية ونخلص من ذلك الى ان اللغة تتميز عن غيرها من الرموز والنظم الاشارية لانها في متناول الجميع، تنشأ من المجتمع وللمجتمع وتبدأ بالخاطابة أي النثر، ثم ينشأ الشعر.. وبعد ذلك يحدث علم صناعة اللسان: الذي يبدأ بالاستقراء والتتبع، والحفظ والتدوين، ويشمل ذلك المفردات والتراكيب، ثم يبدأ التامل والدرس لوضع القوانين النحوية واللغوةي، وصناعة الكتابة( ).ولما كانت اللغة من المجتمع واليه وان وظيفتها الاساسية: انها وسيلة من (الاتصال) او (النقل) او (التعبير) عن طريق (الاصوات الكلامية) فان ما توصله اللغة او تنقله او تعبر عنه هو الافكرا والمعاني والانفعالات والرغبات او الفكر بوجه عام( ). الا ان اللغة لا يمكن حصرها بانها (وسيلة اتصال) فقط، لان دراسة (الوظائف الكلامية) في أي لغة من اللغت الحية، لا تؤيد مثل هذا التعريف. وعليه وجب القول: ان اللغة تؤدي وظيفة اتصالية او بمعنى اخر: ان الاتصال وظيفة من وظائف اللغة.لقد كان الاتجاه السائد قديما يؤكد ان اللغة وعاء الفكر، وان وظيفتها التعبير عن الفكر البشري سواء كان متعلقا بامور عقلية محضة ام بالعواطف والاحاسيس والرغبات الانسانية. اما المحدثون فكثير منهم يفضلون ان يقصروا وظيفة اللغة على الاتصال( ).