الحكمة في تعدد الزوجات

Abstract

إن الحكمة من نظام تعدد الزوجات نظام الهي شرعه الله عز وجل وأباحه لمصلحة المرأة أكثر مما هو لمصلحة الرجل، وذلك تطهيراً للمجتمع من الفساد واستبعاداً للرذائل وأماناً من القلق وحفظاً للحياة، كي تبقى سليمة من أدران الأمراض ونتن الفواحش والآثام، لأن زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والحيرة والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك. وليضع كل واحد منا أخته أو ابنته أمام عينيه في كل حالة من الحالات ومنها حالة إذا فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب.. أو لينظر كل منها إلى حالة تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن يتقدم على الزواج من هذه النساء هل سيتقدم لزواجهن شاب في شبابه وهو لم يتزوج بعد،كما أن الله تعالى لو لم يبح التعدد فما هو مصير تلك النسوة اللاتي ينتظرن الرجل الذي يحقق لهن الإعفاف والنفقة وهذا مبني على القدرة على النفقة. وفي ذلك يقول الدكتور عبد الكريم زيدان ما نصه إذا كان الشخص قادرا على التعدد ولكن له قريبة منقطعة فاتها قطار الزواج فيريد أعفافها بضمها إليه كزوجة، أو هناك يتيمة لا أهل لها ولا معيل ويريد الإحسان إليها بأن يتزوجها ليضمها إلى بيته باعتبارها زوجة فيحقق لها العفاف والنفقة أو أن يجد امرأة اعتنقت الإسلام وقاطعها أهلها على ذلك فيتزوجها المسلم في ديارها أوفي دياره ليحفظها من الضياع والافتتان في دينها الذي اعتنقته وهداها الله إليه أو أن تقع الحرب فتحصد الرجال فيكثر عدد النساء فمن الأولى والمستحب أن يتزوج القادرون على الزواج بأكثر من واحدة لإعفاف أكبر عدد ممكن من النساء الذين فقدوا أزواجهم أو لم يتزوجوا بعد وهكذا فلا يمكن القول بأن الاقتصار على الواحدة إذا حصل به الإعفاف هو الأولى... ومن أجل ذلك يتبين أن التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل وأنه ليس ظلماً للمرأة كما يظنه البعض، فالذي شرع التعدد هو الله- سبحانه وتعالى- الذي يقول في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. ولو كان التعدد فيه ظلما لحرمه الله تعالى ولكن شرعه للمصلحة المتبادلة التي تقضي في عدم حرمانها من الزواج،والحفاظ عليها من الضياع والافتتان ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه، ولمصلحة الأمة بكثرة نسلها، فهو تشريع الهي من حكيم خبير،فيه مصلحة للجانبين وعلى المرأة المتزوجة القبول به والنظر إلى تلك النساء اللاتي تأخرن عن الزواج أو فقدن أزواجهن بالرحمة وترك الأنانية والغيرة وذلك خدمة لأخواتها المسلمات وعدم تركهن محرومات يعشن في الكآبة والوحشة وقد يؤدي ذلك إلى افتتانهن وضياعهن فما عليها إلا أن تفكر في أختها من بني جنسها وتنظر إلى واقعها المؤلم الذي تعيشه وهي محرومة من الزوج والذرية ولك أختي المسلمة في أمهات المؤمنين زوجات النبي أكبر قدوة في ذلك فقد عدد النبي زوجاته، وعدد الأصحاب والتابعون زوجاتهم، ودرج المسلمون بجميع طبقاتهم وفي جميع عصورهم يعددون الزوجات، ويرون أن التعدد مع العدل بين النساء حسنة من حسنات الرجال إلى النساء بصفة خاصة وإلى المجتمع بصفة عامة ومضت على ذلك سنة المسلمين أربعة عشر قرنا.