القيم الإبداعية للتصميم الداخلي في المدرسة المستنصرية

Abstract

ان الاصل الذي نشأ عنه فن العمارة معروف بشكل واضح ويمكن تتبعه بسهولة اكبر من تتبع الاصل الذي نشأت عنه الفنون الأخرى . إذ نلاحظ أن الابنية المعمارية نشأت لاغراض نفعيه ، منها تعدد الحاجات للانسان فظهرت الابنية العمارية المتنوعة، ومع تقدم الانسان بدأت الابنية تتطور وتتخذ أشكالا اكثر تطورا وتعقيدا فظهرت القصور ودور العبادة .......الخ وتبعا للعوامل الخارجية التي تتحكم في الأبنية العمارية ظهرت بأشكال مختلفة على مستوى البناء المعماري من خلال استخدام الكل الموحد ، المستخدم، المبنى والنظم التي تربط الاثنين معا.لأن دور الغايات النفعية ومتطلبات الحاجة التي تفرضها البيئة المحيطة به أكثر قوة وتحكما، وهي ترتبط بطبيعة عمارة المبنى واسلوبه الفني الذي ينتمي لحقبة زمنية معينة. فنجد ان الفن العماري الإسلامي اخذ قوامه الروحي والمادي في البيئة الإسلامية من خلال التطور السريع للتقدم العلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي فتعددت أشكالها واساليبها العمارية تبعا لوظائفها كما في تطور عمارة البيوت وبناء المساجد والمدارس والخانات والقصور.(1)
فالاختلافات في البنية المفاهيمية للتوجيهات الفكرية الفنية يمكن انعكاسها إلى واقع مادي ومعنوي في الفضاءات الداخلية للأبنية المعمارية بمختلف تسمياتها الوظيفة ، لأن طبيعة نمط العلاقات الفضائية في بيئة المبنى الداخلي يعكس مبادئ الفكر والعقيدة كمؤثرات تتفاعل مع المؤثرات الطبيعية للبيئة الخارجية، وهذا ما تميز به الفكر والعقيدة الاسلامية ، إذ تجد ان الفضاءات الداخلية للابنية العمارية لها ميزة احتواء انماط وتكوينات فضائية لها مفاهيم التوجه نحو الداخل ، لتلبي حاجات الانسان وفق مستويات العلاقات الفكرية التكوينية الفنية.
إن عملية التكوين الشمولي هذا كوجود مادي وضمني يؤدي إلى إدراك القيم الإبداعية التصميمية العمارية وفق نظم بين ذات الانسان ومحيطة الداخلي وصولا إلى مراحل قيم الإبداع كتعبير عن تطور هذه القيم ، ووفق صيغ الفضاءات الداخلية يعكس استجابة حسية وبصرية لخصائص التكوينات المادية وصولا إلى قيم إبداعية كما في الفضاءات الداخلية للمدرسة المستنصرية التي هي موضوع بحثنا لانها تجمع بين الوظيفة والجمال فضلا عن جوانب متنوعة تعكس مستويات الاستجابة التصميمية. عليه تسعى الباحثة إلى تتبع المرجعيات التكوينية في المدرسة للتعرف على القيم الإبداعية للتصميم الداخلي في المدرسة المستنصرية .