دولة البونت (400هـ/1009م _496هـ/1102م) دراسة في أوضاعها السياسية والفكرية

Abstract

ملخص البحث تتحدث الدراسة عن دولة البونت(Alpuente) بوصفها واحدة من دول الطوائف في الأندلس،التي كانت صغيرة الحجم مقارنة بجيرانها الكبار سواء من المسلمين أم الأسبان،أن الظروف التي ساعدت البونت(Alpuente) على الظهور والاستمرار على الساحة السياسية تمثلت بموقعها الجغرافي وحصانتها مما وفر لها الحماية الكافية بوجه هجمات الآخرين،إضافة الى سياسة حكامها التي اعتمدت سياسة عدم التدخل بشؤون الآخرين،على الرغم من أنهم دخلوا في حروب مع دول أخرى مثل بلنسية( Valence)،فأنها لم تكن ذات تأثير على أوضاعها الداخلية،والشيء الملفت للنظر أن حكامها من بني قاسم الفهريين حكموها بكل هدوء فلم نشهد صراعات بين أمرائها حول السلطة باستثناء حالة واحدة فقط حدثت قبل تولي حاكم البونت(Alpuente) الأخير عبد الله الثاني.وكانت علاقاتها الخارجية متراجحة بين محاولة كسب صداقة دول الطوائف الأخرى وبين الدخول في حروب معها حسب الظروف السائدة آنذاك. أن حكام البونت (Alpuente)مارسوا سياسة التبعية والولاء لمملكة قشتالة وحليفها السيد الكمبيادور في محاولة لتجنب هجماتهم عليها فدفعت البونت الجزية جريا على عادة دول الطوائف في هذا العصر.ورغم ذلك تعرضت لهجمات السيد الكمبيادور مرارا،كما نهجت البونت(Alpuente) سياسة التقرب من المرابطين بعد عبورهم للأندلس في محاولة لكسب تأييدهم لاستمرارها في الوجود ومن اجل التخلص من الأسبان،ولكنهم أسقطوها بسبب رغبتهم بتوحيد شرقي الأندلس لمواجهة الخطر الاسباني. وأخيرا نشطت الحركة الفكرية في البونت(Alpuente) في مختلف العلوم وخاصة العلوم الشرعية (علوم القران الكريم والحديث الشريف)، وبرز فيها علماء أفذاذ افنوا أعمارهم في خدمة الدين الإسلامي ،ومما شجعهم على ذلك رعاية حكام البونت(Alpuente) لحركة العلم والفكر وخصوصا أنهم كانوا من بين أدباء البونت(Alpuente)، وقد أشاد بهم ابن حزم الأندلسي في رسالته الشهيرة حول فضائل الأندلس التي كانت ثمرة من ثمرات الأمير محمد يمين الدولة حاكم البونت(Alpuente).