أثر برنامج إرشادي في الأمن النفسي وعلاقته بالتفكير الابتكاري لدى طلبة الجامعة

Abstract

شهد المجتمع العراقي تغيرات جذرية في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدت إلى تعقد أساليب التوافق والتواكب وأصبح هذا التغير من العلامات الجوهرية التي تميز سماته، والذي بدوره قد يعرض الفرد إلى أنماط من مواقف الحياة التي تتضمن عناصر الضغط والتوتر وضعف تحقيق الفرد لذاته. ونتيجة لذلك أصبح الفرد فريسة لأنواع مختلفة من الاضطرابات الانفعالية التي تصيب صحته النفسية والعقلية مما قد يؤدي إلى الانزواء والعزلة والشعور بالوحدة النفسية. إن مرور الفرد العراقي بتحولات سريعة بسبب الحروب التي تعرض لها وما صاحبها من حصار وأساليب مختلفة للحرب النفسية مما قد يؤدي إلى أضرار نفسية بالفرد. (المشهداني، 2004: 1)ان التربية في كل المجتمعات الإنسانية هي الوسيلة التي نعد من خلالها الفرد ليصبح عضواً فعالاً في المجتمع، فهي استجابة للتطور السريع في بنية المجتمع ومفاهيمه وقيمه، وتعتبر من أخطر مجالات الحياة وأهمها لأنها تتكفل إعداد الإنسان وتنشئة الأجيال كدعامة للمستقبل. ولما كان الهدف الأساسي للتربية مساعدة الطلاب على اكتساب المستويات الاجتماعية والنضج الانفعالي الذي يتفق مع إمكاناتهم، لذا يرتبط الإرشاد بالتربية بهدف مساعدة الطالب على التقدم نحو أهدافه الشخصية، فأهداف التربية والإرشاد واحدة وهي تحقيق النمو الكامل للفرد، مادام النمو هو سلسلة من التغيرات المستمرة التي تطرأ على حياة الفرد طيلة فترة حياته من النواحي الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية. لذا يعد الإرشاد خدمة مندمجة ومتكاملة مع البرنامج التربوي العام. (باترسون، 1981: 32) ويعتبر الإرشاد حاجة نفسية مهمة لدى الفرد، ومن مطالب النمو السري إشباع هذه الحاجة، لذلك فقد اصبح الإرشاد حق من حقوق كل فرد في أي مجتمع ديمقراطي ومن واجب الدولة توفيره لكل فرد يحتاج اليه (زهران، 1982: 57). ويتضمن الإرشاد تداولات شخصية هادفة ومقابلات مع أفراد لاجل تحقيق حاجاتهم ورغباتهم وقدراتهم (Kelly, 1963: 349) فهو غالباً مايكون ضرورياً لمساعدة الأفراد ليصبحوا واقعيين بشأن حقائق في الحياة، فالمرشد يساعد الطلبة لكسب البصيرة ويجعلهم متكيفين لمركز اجتماعي بيئي)(Abdallah, 1978: 245-237). وتزداد الحاجة إلى خدمات الإرشاد بزيادة التقدم الحضاري وما يصاحبه من تغييرات في أساليب الحياة، فتتجلى أهمية الإرشاد في تنمية قابليات الطالب الشخصية وإكسابه القدرة على حل المشكلات التي تعترضه بما يؤدي به إلى رسم الطريق السليم للحياة في المجتمع الحديث الذي تتزايد مشكلاته يوم بعد آخر. والإرشاد الجمعي هو الإرشاد الذي يقوم على أساس عملية التفاعل الاجتماعي الذي يكون فيها الفرد مؤثراً ومتأثراً بالآخرين من خلال المسايرة والمغايرة في السلوك (زهران، 1982: 70).