علاقة الأدب العربي القديم ونقده بالتراث اليوناني ( رؤية استشراقية )

Abstract

الملخص شغلت قضية التأثر والتأثير بين النقد العربي واليوناني بال النقاد العرب المحدثين ، الذين انقسموا فيها على فريقين: الأول،يقول بالتأثّر،والثاني لا يقرُّ به لأسباب أقواها البعد القومي، وأن الإيمان بهذه أو تلك بصورة مطلقة لا يمكن الاطمئنان إليه .وقد رأينا أن نلملم أبعاد القضية من زاوية جديدة لم تطرق من قبل هذه الورقة ، إلا وهي رؤية المستشرقين للقضية علّها تكون منصفة في بعضها وتوضح ما أُشكل من خلال قراءة منجزهم الخاص بالنقد العربي القديم إلى القرن الخامس للهجرة .وقد خاض المستشرقون في قضية العلاقة بين الثقافتين على نحو لافت للنظر في أثناء دراساتهم ، وقد ذهب أكثرهم إلى وجود علاقة أو صلة بين الثقافتين، ولكن حدود هذه الصلة قد اتضحت بصورة جلية عند بعض المستشرقين، من جهة التفريق بين ما هو أدبي ونقدي وما هو فلسفي أو منطقي .تقديم خاض المستشرقون في قضيّة العلاقة بين النقد العربي والنقد اليوناني على نحو لافت للنظر في أثناء دراساتهم ، ربّما كان ذلك من نتائج التقاء ثقافتين وحضارتين عريقتين هما (العربية، واليونانية)، وإن كنّا نؤمن بان الامتزاج الحضاري بين الثقافات الأممية هو ضرورة مهمة لأن ما يجعل للحضارة بعداً مهماً وكبيراً هو إنسانيتها ، وإن تأثر العربية باليونانية والعكس إنما هو شيء ايجابي يكشف عن إنسانية هذه الحضارات التي تتلاقح في ما بينها خدمة للإنسان.أما القول: إن هذه الثقافة أو الحضارة هي نتاج لتلك فهذه قضية فيها نظر ، وقد أسس بعض المستشرقين مقولاتهم في علاقة النقد العربي بالنقد اليوناني على أساس أن النقد العربي هو من آثار الفكر اليوناني بعامّة والأرسطي بخاصة ، وسأعرض لآرائهم على النحو الآتي :