الجامعة العربية بين المضامين الوحدوية وواقع التجزئة

Abstract

باندلاع الحرب العالمية الثانية ، أنقسم القادة العرب إلى فريقين ، فريق أعلن تأييده للدول الحليفة في صراعها ضد دول المحور على أمل أن تحقق آمال العرب في الاستقلال والوحدة بعد انتهاء الحرب ، وفريق ثان أخذ على الحلفاء إهمالهم للعرب ورأى أن الفرصة سانحة للاستفادة من الوضع الدولي باتخاذ موقف الحياد بين الكتلتين المتحاربتين حتى ينجلي الموقف ويعرف العرب أيا من الكتلتين ستساعده على نيل الاستقلال وتحقيق الوحدة . وبعد انتصار الحلفاء في معركة العلمين وجدت الحكومة العراقية الفرصة سانحة للتحرك ، فدعت الكولنيل ( ستيارت نيوكمب ) للتباحث مع رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد بشأن الوحدة العربية إلا أن الأول ( ستيوارت نيوكمب ) أعلن صراحة أن الوحدة العربية أمر متعذر بسبب ظروف الحرب . لكن هذه المباحثات لم تثن نوري السعيد عن مواصلة مساعيه ، فزار القاهرة للتباحث مع وزير الدولة البريطاني ( المستر كيزي ) الذي طلب منه تقديم مقترحات مكتوبة ، وتلخصت مقترحات السعيد بتوحيد سوريا ولبنان وشرق الأردن وفلسطين بدولة واحدة ، وإنشاء جامعة عربية تضم سوريا والعراق وأي دولة عربية راغبة في الانضمام إليها