Princibility in Al-Jawhiry poetry (AReading in Taif Tahder and Al- Mustansariyah poems)

Abstract

لعل التقلب والتغير وعدم الثبات من ابرز الصفات التي يمكن أن تخطر على الذهن عند البحث في شأن الشعراء والمواقف التي يتخذونها في حياتهم وتتجلى في أشعارهم ، على وفق تغير المصالح والأهواء ، وإذا كنا يمكن أن نلمس هذه الصفة عند متابعة سيرة حياة أي من الشعراء سواء أكان هذا الأمر في الماضي أم الحاضر، فان النظر في القران الكريم في هذا الشأن لا يأخذنا بعيدا عن هذه القضية ، بيد أن الأمر ليس كما يبدو بهذا اليسر ، فقد أسال كثيرا من المداد على اختلاف الزمان والمكان، وتعددت فيه الآراء والاتجاهات،ربما بتعدد الكتاب واختلافهم، فهناك من يرى بان الأديب لا يؤاخذ على شيء غير فنه، وهناك في الطرف المقابل من يرى خلاف ذلك . إن ما نريده من مصطلح المبدأية لا يبتعد عن ما هو متداول أو موجود في المعجمات العربية، فمبدأ الشيء : أوله ومادته التي يتكون منها،أو يتركب منها، كالحروف مبدأ الكلام. والجمع: مبادئ، ومبادئ العلم أو الفن أو الخلق أو الدستور : قواعده الأساسية التي يقوم عليها ولا يخرج عنها ، أي ما يمكن أن تعنيه هذه الكلمة لدي المتلقي عندما نقول رجل مبدأي ،أي لديه مبادئ يلتزم بها، ويسعى جاهدا لتحقيقها، ولا يخرقها ولاسيما في التعامل مع الشخصيات التي لا تتفق مع مبادئه وخطه الأخلاقي أو التي عرف عنه في الماضي موقف منها.ومع الأخذ بالحسبان ما سبق ، فان البحث في شعر الجواهري والتأمل في إمكانية وجود هذه الصفة لديه ، يلزم الباحث بوقفة تأمل وتمحيص ولاسيما في مواقفه السياسية في شعره .وقد حاولت هذه القراءة في قصيدتي المستنصرية وطيف تحدر، الكشف عن مد ى ثبات الشاعر على مبادئه ومواقفه الأساس ، مع تغير الزمن وتحول السلطات وتبدلها ،فقصيدة المستنصرية انشدها الشاعر في زمن الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم ،أما طيف تحدر فكتبها بمناسبة الاتفاق على إنهاء العمليات القتالية في شمال العراق بموافقة الحكومة العراقية برئاسة احمد حسن البكر على الإقرار بالحقوق القومية للشعب الكردي في العراق .وقد سعت هذه الدراسة إلى جعل النص الشعري منطلقا لها، محاولة الابتعاد عن كل ما هو خارج النص ما أمكن ؛لتبقى كلمات الشاعر تتمخض عن معانيها من غير تعسف أو تحميل للنصوص أكثر مما تحتمل.