السيد محمد الصدر دراسة في دوره السياسي والإداري في العراق (1883ـ 1922)

Abstract

اظهرت دراسة بعض الشخصيات السياسية الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتقديم صورة واضحة الإبعاد عن تلك الشخصيات والظروف التي مرت بها ، وان الشخص هو صانع الحدث التاريخي وفهم طبيعة شخصيته ضروري مع فهم سير الإحداث وتكوينها وأسبابها ، لأن أحداث التاريخ عبارة عن سلسلة متصلة بعضها بالبعض الآخر لا يمكن فهم حدث معين من دون دراسة جذور ومعرفة العوامل الخفية الكامنة وراء تكوينه . ولا سيما إذا كان ذلك الحدث قد ارتبط بشخصية ما ، والسيد محمد الصدر واحد من الشخصيات التي تركت بصمات واضحة في تاريخ العراق المعاصر ، فهو شخصية وطنية لم يصبح تحت أي ظرف من الظروف آلة بيد السلطة الحاكمة حين ذاك ، فقد عرف بوطنيته الصادقة ودفاعه عن حقوق وطنه وشعبه في مختلف مراحل حياته سواء السياسية منها الإدارية والوزارية فكان رمزا وطنياً لا غبار عليه . إن للسيد محمد الصدر مكانة مرموقة بين علماء الدين الذين كافحوا في سبيل بلادهم ، وكان له دور بارز في الحركة الوطنية في العراق في حقبة مهمة من تاريخ العراق السياسي المعاصر (1920ـ 1956) . فهو أحد مؤسسي حزب حرس الأستقلال ، وأحد زعماء ثورة العشرين في العراق وأصبح خصماً عنيداً للسياسة البريطانية الاستعمارية ومؤيديها من ضعاف النفوس . ومن هنا جاء أختيارنا لهذه الشخصية ومتابعة نشاطها السياسي والفكري ، وما أسهمت به في الدعوة إلى الحياة الدستورية والديمقراطية في العراق