علم المعاني من الوظيفة البلاغية إلى الدلالة التفسيرية (التقديم والتأخير- الخبر والإنشاء) إنموذجان

Abstract

يطمح هذا البحث إلى الوقوف على علم المعاني بأساليبه المختلفة وهي تؤدي وظيفتها البلاغية محققة الدلالة التفسيرية , منتجة القصدية إنتاجا لا يمكن أن يتحقق إلا بطرق علم المعاني الذي سيختار البحث منها (التقديم و التأخير ,الخبر و الإنشاء ), ولعل هذه المحاولة التي ترمي إلى إظهار دور علم المعاني في حمل المعنى التفسيري المقصود رؤية تومئ إلى تأكيد هيمنة علم المعاني حين تصبح أساليبه مبانيا تتخصص بتقديم المعنى التفسيري المقصود ,وتصبح في الوقت نفسه طريقا موصلا إلى المرام التفسيري و لا نريد الخوض في نشأة علم لمعاني ولكن ما يهمنا أن نقوم بتطبيق اجرائي حول هذه المسألة.فالتقديم و التأخير معلمان من معالم البلاغة يخفيان وراءهما أسرارا ومزايا بلاغية وفيهما تظهر مزية الكلام ,ويعلو بهما أسلوب على أسلوب ويبدو بهما الإعجاز ,وقد بلغ القران الكريم الذروة في هذا الفن , فوضع الكلمات في موضعها المناسب مع مراعاة السياق العام , فجاء التعبير متناسقا وكأنه لوحة فنية متكاملة,ولم يقدم لفظ في القران أو يؤخر إلا لمعنى مقصود وسر بلاغي مكنون فيه .